بصوت حنون وأداء هادئ يظهر فى كل لكنة، احتل بابا ماجد مساحة كبيرة فى قلوب الأطفال، فهو ليس هذا الراوى "المسّلى" بل المعلم الذى يعى ويدرك مفهوم الحياة، حيث كانت حكاياته تقوم على أساس "تربوى" للطفل وتسلك منهجا دقيقا بحكاياته.. فجيل السبعينيات لا ينسى جملة "احكيلنا يا بابا ماجد" ويشتاق إلى سماعها مرة أخرى بصوت ماجد عبد الرازق أو "بابا ماجد" أشهر مقدم برامج أطفال فى مصر، الذى عرف بأسلوبه المميز، وأدائه الرقيق الذى جعل الأطفال يلتفون حوله ويحرصون على الاستماع إليه ومشاهدة برامجه "ما يطلبه الأصدقاء" و"فنون صغيرة" الذى تغير اسمه فيما بعد إلى "فنون وكارتون".
بابا ماجد الذى تحل ذكرى رحيله في ديسمبر المقبل كان يملك طلة مميزة وبسمة لا تفارق وجهه ورغم تقديمه لعدد كبير من برامج الأطفال إلا أن برنامج "يحكى أن" سيظل أشهر برامج "بابا ماجد" التى قدمها والتى لاقت نجاحًا كبيرًا وظل يقدمها برفقة مجموعة كبيرة من الأطفال الذين لم يتعدوا الخامسة بينما وهو كان قد اقترب من الخمسين.
ساهمت حكايات "بابا ماجد" فى تشكيل وجدان جيل كامل من الأطفال تربوا وعاشوا ليس فقط على حكايات "بابا ماجد" ولكن على أباطرة مقدمى برامج الأطفال فى هذا الوقت.
بدأ ماجد عبد الرازق أو "بابا ماجد" حياته المهنية عام 1962 حيث عمل مدرس تربية فنية بمدرسة "ليسيه الحرية" بمصر الجديدة، ثم مقدم برامج الأطفال بالتليفزيون المصرى، وبعدها مدير قرية الأطفال بالقاهرة، ومدير عام برامج الأطفال بالتليفزيون المصرى، ثم مستشار برامج الأطفال بدرجة وكيل وزارة، وتوفى الإعلامى ماجد عبد الرازق فى 26 ديسمبر 2010 عن عمر ناهز الرابعة والسبعين عامًا.
كان "بابا ماجد" كُرم من خلال مهرجان ومؤتمر مسرح الطفل الذى أقامته الهيئة العامة لقصور الثقافة بالاشتراك مع محافظة الفيوم، وقام بتكريمه الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة وقتها، وإهدائه درع الهيئة تقديرًا لإنجازاته وتاريخه مع برامج الأطفال.