دائما وعلى مدار عشرات السنين نرى أن من يعمل بمنظومة الإعلام الرسمى المصرى، يكون متابعا بدقة تطورات ما يحدث داخل أروقة ماسبيرو، ويكون جاهزا لإصدار البيانات الرسمية، ومتاحا لمعالجة الأزمات الطارئة، والرد على أسبابها وكواليسها لوسائل الإعلام المختلفة، كى يعلم الرأى العام حقيقتها، وذلك بدءا من رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، مرورا برؤساء القطاعات المختلفة نهاية برؤساء القنوات.
كل ما سبق هو ما تعودنا عليه منذ سنوات طائلة بصفتنا وسيلة تواصل بين مسئولى التليفزيون المصرى وبين جمهور الشارع، أما الدكتور هانى جعفر رئيس قطاع القنوات الإقليمية فكسر كل هذه القواعد، واعتبر ذاته، شخصا نشأ فى كوكب آخر، كى تصل إليه فلا بد أن تسافر عبر رحلة مكوكية، بعد أن تبعد خارج نطاق الكرة الأرضية، حتى تستطيع أن تلتقيه، أو تحصل منه على رد بشأن أزمات القطاع المتكررة، والمتواجدة بكثرة.
على مدار الأسابيع الماضية حدث توقف تام وعام لإشارات البث على مستوى قنوات القطاع الإقليمى، الأمر الذى أثار غضب واستياء عدد كبير من مخرجى ومذيعى ومراسلى هذا القطاع، وبالتحديد العاملين بقناتى الدلتا والإسكندرية، لعدم ظهور جهدهما للنور، فقاموا بوقفة احتجاجية أمام القناة، بعد تكرار هذا الأمر مرات عديدة واستمراره ما يقرب من أسبوع، ولكن قام رئيس قناة الدلتا محمد هلال بتهدئة الأمر، بعدما تواصل مع كبار الهندسة الإذاعية بماسبيرو لمعالجة هذه الأزمة، فأخبروه أن هناك صيانة مستمرة فى القمر الصناعى تسببت فى ذلك، وعندما تم التواصل مع رئيس القطاع هانى جعفر آنذاك، لسؤاله عن هذه الأزمة، وما هى خطواته للخروج منها، رفض التعليق على الأمر نهائيا، وكالعادة اكتفى بمقولة "مفيش كلام من ده حصل، كان التردد ضعيف واتصلح وده بيحصل عادى"، ثم فصل هاتفه، وعندما تم التواصل معه على التليفون الأرضى بمكتبه والمملوك لتليفزيون الشعب، أنكر نفسه، بحجة أنه فى اجتماع هام.
وقبيل هذه الأزمة، اشتعلت أزمة مذيعة القناة الثالثة عزة الحناوى، والتى تم إيقافها عن العمل، بسبب نقدها وهجومها على الحكومة، ومطالبتها للرئيس السيسى بالتحقيق فى فساد ماسبيرو، وكالعادة التزم جعفر الصمت، ولم يعلق نهائيا على الأمر سواء بالسلب أو الإيجاب، بل اتضح ومن خلال اتصالنا أنه لا يعلم شيئا بالأزمة من الأساس، وترك الموضوع، لأحد نوابه يتحدث ويفتى فيه.
والسؤال هنا، لماذا استمر هانى جعفر رئيسا لقطاع القنوات الإقليمية 4 سنوات، دون وجود أى طفرة أو تقدم واضح بالقطاع أو دور فعال يحسب له، ومتى سيدرك هانى جعفر بأنه موظف فى تليفزيون الشعب، وليس مالكا لمجموعة قنوات تعبر عن بسطاء الوجه البحرى والقبلى من محافظات الصعيد والقناة والدلتا والإسكندرية.