أكد الفنان محمد صبحى، أن هناك مشكلات عديدة فى مصر، منها التعصب، موضحاً أن الوضع الصحيح فى أى مجتمع هو تعايش كل أشكال الاختلاف بين الناس.
وضرب صبحى فى برنامجه "أعزائى المشاهدين.. مفيش مشكلة خالص"، الذى يقدمه على شاشة "سى بى سى" مثلا بطبق "الكشرى" الذى به مكونات عديدة، قائلاً أن "المصريين هم أول من علموا العالم عدم التعصب، وأن حالة المصريين كانت دائما مثل الكشرى بها انسجام، ولكن للأسف الدقة جاءت لمصر من الخارج، ليخون الأرز المكرونة.. ويخون المكرونة الأرز، حتى عجن الطبق كله ولم نعد نعلم الأرز من المكرونة، وكلما حاولت الصلصة النزول تحرشت بها الشطة والدقة، حتى أصبحت الأكلة حرشة وتجيب تلبك معوى، واللى يقدر يعمل طبق كشرى سياسى هيمنع التعصب".
وأضاف "الليبرالى يريد أن يظهر الإسلامى متطرف، والأخير يريد أن يبين أن الليبيرالى شاذاً، وفجأة أصبح لدينا ألف شكل ولون، وكل لون متعصب لذاته، سواء الصوفيين والشيعة والمسيحيين والمسلمين والليبراليين والشيوعيين، والكتلة الصامتة، والفلول، والبلطجية، ومجموعة التخوين، فمن متى كان كل شخص فينا بماركة بمجرد كلمة تقال عنه ووصف".
وتابع محمد صبحى، "الحروب العالمية والأهلية والصراعات التاريخية ومعظم الثورات كلها كانت بسبب التعصب، والتعصب يجعل الإنسان يرى نفسه على حق والأخر على باطل، وذلك عندما يعتقد نفسه وفكرته أو طائفته أو بنى جنسه متميزين عن الآخرين، وأعتقد أن التخوين والتحقير ينصر فكرته، وهذا موجود فى كل الأجناس والأديان، وفى كل منزل وفى كل بلد، سواء تعصب دينى، أو عرقى، أو جنسى، أو رياضى، وهذه أشكال مختلفة والعامل المشترك هو المتعصب نفسه".
وأكمل محمد صبحى قائلا "الجهل وضيق الأفق من أسباب ظهور التعصب، فيمكن أن يكون هناك أستاذ جامعة متعصب، وأتمنى أن نمسح بعض المقولات من عالمنا مثل أنا وابن عمى على الغريب، لأن الأحق هو انا والحق على أخويا وابن عمى كمان، وهناك موروث شعبى وهو الثأر الذى موجودا بالمحافظات، كما أن كل شخص يرى بلده أفضل من باقى المحافظات، ويخرجون النكات على الأخرين، وهذه قمة التعصب، لأن التعصب يؤدى إلى الكراهية، والكراهية تؤدى إلى الاضطهاد، الذى يؤدى إلى العنف، ولكن التسامح يؤدى إلى المحبة، والمحبة تؤدى إلى النهضة، وبهذا يمكن بناء حضارة".
وأضاف أن "الانتماء للوطن طبيعى، وتشجيع ناديك حقك، ولكن لا يمكن فرض هذا على الأخرين، حتى نستطيع أن نعيش حياتنا، وأوروبا أسست برلمان جماعى يتخذ القرارات فيلتزم بها الجميع ورئاسة الاتحاد الأوروبى أصبحت بالتناوب كل 6 أشهر، أما الوطن العربى 22 دولة يتحدثون لغة واحدة وثقافة واحدة، وفكرة الوحدة العربية طرأت قبل الاتحاد الأوروبى وحتى الآن لم تُنفذ، ولو فكرنا فى تقديم مسرحية تضم ممثلين عن كل الدول العربية سنختلف".
وتابع صبحى أنه "إذا ألغينا التعصب فسنستطيع تكوين أمة عربية موحدة وقوية تحقق العدالة الاجتماعية، وهناك رموز مشرفة فى تاريخ الإنسانية حاربت التمييز العنصرى منهم نيلسون مانديلا الذى قاد نضالاً طويلاً وقضى بالسجن 27 عاماً، وهناك نماذج لشخصيات كثيرة حاربت التعصب والعنصرية، و ليس من المقبول أن يحدث انشقاقاً بصفوف الأمة، فيا شجعان مصر لا تتشجعوا عليها بل تشجعوا على أعدائها وانتبهوا للمتربصين بها".