يبدو أن عام 2016 سيكون عام انتقال فنانى الكوميديا من شاشات السينما والتليفزيون إلى كراسى المذيعين، وتحديدا لميكروفونات الـ "ستاند آب كوميدى"، وهو الأمر الذى يفتح باب التساؤلات، هل لم يعد الفن مصدرا للرزق، بالنسبة للفنانين؟، أم أن "زهق" الجمهور من السياسة وحوارات النخبة، والتوك شو دفع مسئولى القنوات الفضائية، للاستعانة بالوجوه "الكوميدية" لجذب الجمهور، وفى نفس الوقت، رفع نسب المشاهدة، وبالتالى ارتفاع عوائد الإعلانات، والتى بكل تأكيد تتجه نحو النجم؟
أثبتت التجربة خلال سنوات ما بعد الثورة أن الجمهور المصرى، لم يعد يضحكه أى شىء، والدليل هو فشل بعض البرامج الساخرة، التى ظهرت خلال الـ5 سنوات الماضية، وتحديدا بعدما رحل باسم يوسف وتوقف برنامجه "البرنامج"، ولكن يبدو أن ملاك الفضائيات التفتوا لمقدمى تلك النوعية من البرامج، فأصبح الخيار الأول لهم هو فنان كوميدى، اعتمادا على كاريزمته وجمهوره، وهو ما ظهر من الحلقات الأولى لبرنامج "أعزائى المشاهدين" لمحمد صبحى، والذى يجد إقبالا مقبولا من الجمهور، إضافة إلى عودة الفنان أحمد آدم، لتقديم برنامجه الساخر "بنى آدم شو"، والذى يقدمه منذ سنوات، ويسخر من الأوضاع الاجتماعية، وبعض الشخصيات السياسية الموجودة على الساحة.
وجود أسماء فنية كبرى تقدم برامج ساخرة شجع الجيل الجديد من الكوميديانات لخوض ذات التجربة، حيث يجهز النجم أحمد مكى، لبرنامجه الجديد "المسرح 13" وهو سهرة كوميدية، يقدم بها مكى جرعة من الضحك، والتى ربما يكون جمهوره افتقدها بعد فيلمه "سمير أبو النيل" والذى لم يلق نجاحات الأعمال السابقة.
أما محمد سعد فيقدم هو الآخر برنامجا كوميديا وسط الجمهور يحمل اسم "وش السعد" مع المخرج سامح عبد العزيز، ومن الإعلان تظهر شخصية بوحة الصباح، ولكن ربما يفاجئنا اللمبى بإطلالة مختلفة، يتخلى فيها عن شخصياته الكوميدية التى سبق وقدمها فى أعماله السينمائية، فربما يعود اللمبى أو أطاطا أو كركر أو حتى الحاج الحناوى، ولكن يظل نجاح تلك النوعية من البرامج مرهونا بالمحتوى الذى سيقدمه النجم، وليس النجم نفسه.