فى أول لقاء لها على شاشات التليفزيون العربى، الذى أجرته معها المذيعة سلوى حجازى، عقب غنائها على مسرح الأوليمبيا فى باريس عقب نكسة 1967، والذى يعد من تراث التليفزيون المصرى وكنزا لا يقدر بمال، وصفت أم كلثوم -التى تمر اليوم ذكرى رحيلها الـ41 - باريس بأنها أجمل من الخيال وأن الغناء على مسارحها يعد حلما من أحلام أى مطرب، موضحة أنها لم تشعر للحظة بالغربة وهى تغنى على المسرح الأوليمبى بباريس، خاصة وأن أغلب الجمهور من الجاليات العربية بباريس، وأكدت أم كلثوم أن شعورها بالخوف لا يرتبط بالمكان الذى تغنى فيه ولكنها تشعر بالخوف دائما من الجمهور ومن مقابلته فى كل حفلاتها، وذلك لاحترامها الشديد لجمهورها.
وكشفت سيدة الشرق خلال الحوار، أن الاستقبال الذى شاهدته عند وصولها إلى باريس فاق توقعاتها وأيضا وصل إليها عدد من الخطابات من الجمهور الفرنسى الذى يعشق فنها.
وقالت إن هناك خطابا أثر فيها كثيرا كان من سيدة فرنسية تعتذر لها عن عدم قدرتها على حضور الحفل لمرضها ووعدتها أنها ستستمع إلى الحفل فى الراديو، وطلبت من أم كلثوم إرسال صورة لها كتذكار وبالفعل هذا ما فعلته كوكب الشرق احتراما منها للسيدة، حيث أكدت كوكب الشرق أنها تحرص دائما على قراءة خطابات معجبيها والرد عليهم.
وقالت أم كلثوم فى حوارها، إنها حصلت على أجر الحفل حوالى 14 ألف إسترلينى والذى كان يعد وقتها أعلى أجر حصل عليه مطرب نظير إحيائه حفلا غنائيا وكشفت أنها ستتبرع بهذا الأجر بالكامل إلى مجهودات الحرب، وقالت إن هذا أقل ما يقدمه فنان إلى بلده وجيش بلده.
يذكر أن كوكب الشرق أم كلثوم ولدت بمحافظة الشرقية وبدأ صيت أم كلثوم يذاع عام 1916 عندما تعرف والدها على الشيخين زكريا أحمد وأبو العلا محمد الذين أتيا إلى السنبلاوين لإحياء ليالى رمضان، وبكثير من الإلحاح أقنعا الأب بالانتقال إلى القاهرة ومعه أم كلثوم، كانت تلك الخطوة الأولى فى مشوارها الفنى حينها أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا وأعطتها سيدة القصر خاتما ذهبيا وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات أجرا لها.
وفى عام 1921 عادت إلى القاهرة لكى تستقر نهائيا، 1923 غنت فى حفلات كبار القوم، كما غنت فى حفل حضرته كبار مطربات عصرها وعلى رأسهم منيرة المهدية شخصيا والتى كانت تلقب بسلطانة الطرب، وفى عام 1924 تعرفت على أحمد رامى عن طريق أبو العلا، فى إحدى الحفلات التى أدت أم كلثوم فيها أغنية (الصب تفضحه عيونه) كان أحمد رامى حاضراً بعد أن عاد من أوروبا، فأدرك أنه قد وجد هدفه. غير أن البداية الحقيقية كانت عندما سمعها محمد القصبجى الملحن المجدد وقتها. وفى نفس العام 1924، تعرفت أم كلثوم على طبيب أسنان يهوى الموسيقى هو أحمد صبرى النجريدى أول ملحن يلحن لأم كلثوم ألحانا خاصة بها، إلا أن ألحانه اعتمدت على الزخارف الموسيقية بشكل مبالغ به مما دفع أم كلثوم إلى إنهاء التعاون معه مبكرا، فى ذلك العام بدأ محمد القصبجى فى إعداد أم كلثوم فنيا ومعنويا مشكلاً لها فرقتها الخاصة، وأول تخت موسيقى يكون بديلا لبطانة المعممين التى كانت معها دائما، عندما شنت روز اليوسف والمسرح هجوما صاعقا على بطانتها.
لعل هذا ما جعل أباها يتخلى عن دوره كمنشد وينسحب هو والشيخ خالد. بعد ذلك بعام تقريبا خلعت أم كلثوم العقال والعباءة وظهرت فى زى الآنسات المصريات، وذلك بعد أن توفى الشيخ (أبو العلا محمد) الذى ترك فيها تأثيرا روحيا عظيما وكان مرشدها فى عالم الطرب.
وفى عام 1966 غنت من ألحان رياض السنباطى قصيدة الأطلال من كلمات الشاعر إبراهيم ناجى وكان غناؤها لهذه الأغنية بعد عام واحد من غنائها لأغنية أنت عمرى من ألحان محمد عبد الوهاب، وكان ذلك بمثابة رد من السنباطى على عمل عبد الوهاب أنت عمرى الذى حقق نجاحاً كبيراً وأثبت السنباطى أيضاً قدرته الفائقة على تلحين القصائد، تعاونت كوكب الشرق خلال مشوارها مع كبار الملحنين والشعراء منهم رياض السنباطى ومحمد عبد الوهاب وأحمد رامى وإبراهيم ناجى وغيرهم. وفى عام 1954 خفضت أم كلثوم جدول حفلاتها الموسيقية بسبب المشاكل الصحية التى تعانى منها، والنظارة السوداء التى كانت ترتديها بشكل مستمر كانت بسبب مرض الغدة الدرقية الذى أدى إلى جحوظ عينيها وكان هذا سبب أيضا لإيقافها نشاطها التمثيلى الذى اقتصر على 6 أفلام وفى نفس العام أيضا تزوجت أم كلثوم من حسن السيد الحفناوى أحد أطبائها الذين تولوا علاجها واستمر الزواج حتى وفاتها.