مع دقات الثانية والنصف ظهر كل يوم ومع اقتراب موعد خروج الطلاب من الجامعات فى فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات، يهرول شباب هذه الفترة للذهاب إلى منازلهم والالتفاف حول شاشة التليفزيون المصرى وتحديدًا القناة الأولى لمشاهدة برنامجهم المفضل "أمانى وأغاني" حيث كان يعرض البرنامج وقتها أحدث كليبات نجوم الغناء عمرو دياب وهشام عباس ومصطفى قمر ومنى عبد الغنى وهدى عمار وغيرهم، وكان البرنامج الوحيد الذى يقدم الأغنية الشبابية وأحدث ما يتم تصويره من فيديو كليب.
هذا الزمن كل ما فيه كان مختلفًا بمعنى الكلمة حتى شاشة التليفزيون كان لها سحرًا خاصًا، كذلك مذيعو البرنامج الذين تميزوا بأداء راقٍ بعيد عن التكلف حيث ينزل أحمد مختار وجمال الشاعر وجميلة إسماعيل إلى الشباب فى الشارع لعمل لقاءات خفيفة معهم والتعرف على أحلامهم وببساطة وخفة يطرحون سؤالهم المعتاد "تحب تشوف إيه معانا؟"..
هذا البرنامج تحديدًا ترك حالة لا تنسى لدى الجمهور حيث كنا نجد البسطاء والطلاب والعمال والمارة فى الشارع يجرون وراء كاميرا برنامج "أمانى وأغانى" للظهور على شاشة التليفزيون المصرى وإرسال سلامات وابتسامات من خلف المذيع لأسرهم وعائلاتهم الذين يشاهدون البرنامج فى منازلهم.
ربما من الأشياء التى كانت تميز برنامج "أمانى وأغانى" عن غيره من البرامج أن مذيعيه كانوا شبه الشباب الذى يتم عمل لقاءات معهم فى الشارع حيث يرتدى أحمد مختار الجينز ويربط على حول عنقه البلوفر "وكانت وقتها موضة الشباب"، الحنين لزمن ماسبيرو الذهبى لا ينتهى فهل نجد برنامجًا يخاطب الشباب فى الشارع وينزل لهم من جديد على شاشة التليفزيون المصرى، ليسأل "تحب تشوف إيه معانا؟".