"من بابا وماما فى الشرقية وجدو وتيتة وخالو محمد فى السعودية وطنط مها فى الكويت باعتين طالبين أغنية كوكو واوا إهداء لحمادة بمناسبة عيد ميلاده" جملة لا يتذكرها سوى جيل الثمانينيات الذى عاش وتربى على برامج الأطفال التى كان ينتجها ويعرضها التليفزيون المصرى، الذى كان رائدًا فى هذه النوعية من البرامج مثلما كان رائدًا فى أشياء أخرى اختفت مع مرور الزمن ولم يتبق منها سوى ذكريات، فمن الصعب الآن أن تجد طفلاً واحدًا يتابع أى برنامج من البرامج التى يدعى التليفزيون أنها للأطفال أو حتى تتذكر اسم واحد منها، ولكنها مجرد استخفاف بعقول الأطفال الذين يملكون عقولا تسبق أعمارهم.
وعندما يحن كل واحد منا لذكريات الطفولة يجد ملامح "ماما سامية شرابى" وعرائسها الشهيرة "ميزو" و"ميشو" تجوب فى صندوق الذكريات وسامية الأتربى وصديقها البغبغان "كوكى" فى برنامجها "كانى ومانى" وهى تحاول أن تجيب على أسئلته التى لا تنتهى، والعديد من البرامج التى كانت تخاطب الأطفال فى هذه الفترة وكانت فى نفس الوقت تقدم المعلومة مع الضحكة واللعبة الحلوة، وفى هذه الفترة كان التليفزيون المصرى يمتلك نجومًا فى تقديم برامج الأطفال ورغم عددهم الذى ليس بقليل وقتها ولكن كل واحد منهما استطاع أن يرسم لنفسه مكانًا على خريطة برامج الأطفال.
فبعد وفاة سلوى حجازى مقدمة برنامج عصافير الجنة، بحث التليفزيون عن مذيعة تحل محلها بشرط أن تكون قادرة على التفاعل مع الأطفال وهذه الميزة كانت متوافرة فى نجوى إبراهيم أو "ماما نجوى" وبعد نجاحها بفترة أصبح لها برنامج خاص وهو "صباح الخير" الذى كان يقدم كل يوم اثنين على شاشة القناة الأولى، حيث ظهرت ماما نجوى بصحبة الدمية الصغيرة (بقلظ) وحقق البرنامج نجاحًا كبيرًا وغنت نجوى إبراهيم التتر من ألحان هانى شنودة (زى الشمس ما مالت على شعر الأمامير.. قولوا زى ما قالت قولوا صباح الخير).
وبعدها توالت البرامج المخصصة للطفل ففى العاشرة والربع صباح كل جمعة على القناة الأولى وعلى الهواء مباشرة موعد متجدد مع ماما "عفاف الهلاوى" فى برنامجها الأسبوعى سينما الأطفال الذى كان يعرض فيلما من أفلام الكرتون العالمية، وكانت الدمى والعرائس قاسماً مشتركاً فى العديد من برامج أطفال التليفزيون المصرى، حيث ظهرت سامية شرابي، من خلال برنامجها (عروستى) الذى يعد من أشهر برامج الأطفال فى التسعينيات مع عدد من العرائس وأشهرهم "دباديبو" حيث كانت تلعب ماما سامية فيه مع الأطفال لعبة عروستى.
وكان يحرص القائمون على التليفزيون المصرى فى هذه الفترة على تقديم أفكار جديدة ومفيدة للطفل حيث قدم برنامج "البرلمان الصغير" الذى كان ديكوره يشبه جلسة برلمان ويقوم الأطفال بتجسيد دور أعضاء المجلس وكان يذاع كل خميس ضمن فقرات اليوم المفتوح على القناة الأولى، وكان يقوم برئاسة الجلسة الطفل (وسام حمدى) حيث يبدأ الجلسة بعبارة شهيرة هى "بسم الله..باسم الوطن.. باسم الأمل فى بكرة..باسم جيل المستقبل نفتتح الجلسة".
ولم يكن تقديم برامج الأطفال مقصورًا على المذيعات فقط وهذا ما أثبته "بابا ماجد" ببرنامجه "يحكى أن" وبصوت حنون وأداء هادئ يظهر فى كل لكنه، احتل بابا ماجد مساحة كبيرة فى قلوب الأطفال، فهو ليس هذا الراوى "المسّلى" بل المعلم الذى يعى ويدرك مفهوم الحياة، حيث كانت حكاياته تقوم على أساس "تربوى" للطفل وتسلك منهجا دقيقا بحكاياته.. فجيل السبعينيات لا ينسى جملة "احكيلنا يا بابا ماجد" ويشتاق إلى سماعها مرة أخرى بصوت ماجد عبد الرازق أو "بابا ماجد" أشهر مقدم برامج أطفال فى مصر، الذى عرف بأسلوبه المميز، وأدائه الرقيق الذى جعل الأطفال يلتفون حوله ويحرصون على الاستماع إليه ومشاهدة برامجه "ما يطلبه الأصدقاء" و"فنون صغيرة" الذى تغير اسمه فيما بعد إلى "فنون وكارتون"، وفى ظل غياب الطفل والبرامج التى تخاطبه عن أجندة المسئولين حاليًا عن التليفزيون المصرى تظل برامج الأطفال مجرد ذكريات.
ما يطلبه الأطفال
فنون صغيرة
البرلمان الصغير
عروستي
صباح الخير يا بقلظ