أصبحت البرامج الكوميدية والترفيهية المعتمدة على التفاعل مع الجمهور من خلال مسرح، وجبة أساسية على كل قناة، بل أصبحت القناة الواحدة تصنع أكثر من برنامج يعتمد على نفس الشكل الذى أصبح «موضة» بين الفضائيات المصرية.
موضة التفاعل مع الجمهور لم تقتصر على الإعلاميين وشباب الـ«ستاند أب كوميدى»، ولكنها استقرت عند الفنانين الذين أصبحوا يقدمون شيئا جديدا ما بين المسرح والإعلام والاستاند أب كوميدى.
البرامج الساخرة والكوميدية والترفيهية بدأت مع الفنان أحمد آدم، وتطورت بشكل كبير مع باسم يوسف، ثم أخذت منحنى آخر مع آبلة فاهيتا، كما حدث مع الفنان محمد صبحى فى «أعزائى المشاهدين»، حتى وصلت لمحمد سعد فى «وش السعد».
الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة قال: إن بعض البرامج التى تعتمد على وجود مسرح وشكل تفاعلى هى نوع من أنواع اصطناع الشعبية، بعدما فقد أغلب الفنانين والإعلاميين شعبيتهم، ليتجه البعض منهم حاليا إلى الشعبية «مدفوعة الأجر».
وأضاف العالم أن بعض هذه البرامج تكون عناصرها مصطنعة، فبإشارة من المخرج ينقلب الجمهور ضاحكا أو مصفقا، فيحدث نوعا من الإيهام أن هناك نوعا من الجماهيرية.
الناقد الفنى نادر عدلى قال: إن ظاهرة تحول الفنانين إلى تلك النوعية من البرامج هى حالة من «الإفلاس المزمن»، فبعض الفنانين الذين اتجهوا للبرامج التليفزيونية، حتى وإن كان بها شكل درامى، يقدمون نوعا من الإفلاس.
وأضاف عدلى أن أكثر هؤلاء الفنانين اتساقا مع نفسه كان أشرف عبد الباقى الذى أكد أنه اتجه لمسرح مصر، لعدم عرض أدوار عليه، وهى صورة متكررة مع هانى رمزى، حيث سبق وقدم نفس النوعية من البرامج الكوميدية.
وتساءل عدلى، لماذا يدخل الجمهور السينما، مادام أنه يرى النجم على شاشة التليفزيون، ورغم فقدان هذا النجم أو الفنان لحضوره لدى هذا الجمهور، بتقديمه مثل هذه النوعية من البرامج، كما أن تصدر الفنانين لمشهد البرامج الكوميدية والساخرة والقائمة على الشكل المسرحى أو التفاعل مع الجمهور هو عدم وعى من الفنان بدوره.
وأشار عدلى إلى أن ما يقدمه محمد صبحى هو نوع من الإسكتشات المسرحية، بنفس الشكل الذى قدمه فى مسرحياته القديمة التى تعتمد على توجيه الرسائل بشكل مباشر، أما ما كان يقدمه أحمد آدم فكان محتوى ضعيف، ورغم أنه كان محتوى سياسى لكنه كان يتقرب به للسلطة.
وعن تجربة محمد سعد أكد عدلى أن النجم اعتمد على أمرين فى تجربته «وش السعد»، وهما الأداء الحركى الذى نجح به فى السينما، والتحرش الجنسى سواء فى أفلامه أو فى البرنامج، وبرنامجه فشل من أول حلقة.
من جانبه قال رامى عبد الرازق الناقد الفنى إن هذه البرامج هى «فورمات» ليست مصرية وليست جديدة، ولكن توجود الجمهور ليس هو الذى يخلق تفاعلا أو نجاحا، ولكن ما يقدم وما يقال هو الفيصل فى ذلك بغض النظر عن الشكل وعناصر الجذب من ديكور وإضاءة وألوان، فالشخص الذى يمسك بـ«الريموت» إذا لم يضحك فسيحول القناة فورا.
وأضاف عبد الرازق أن أزمة محمد سعد فى برنامج وش السعد، أنه مازال يعتقد أنه يخاطب الشريحة التى قدم لها فيلم بوحة من 12 عاما، فهذا الجمهور بشكل كبير اختلف من حيث السن والعقلية والذوق.
واتفق عبد الرازق مع الناقد نادر عدلى أن تقديم الفنان لهذا النوع من البرامج هو إفلاس، لأن هذا الفنان ليس لديه الجديد الذى يقدمه، والدليل على ذلك محمد سعد الذى نجح مع اللمبى، وحينما أعاده فشل وأيضا تتح لم يلقَ نجاحا فى المرة الثانية، كما أن برنامجه فشل من الحلقة الأولى هو الأمر الذى لم يحدث من قبل، لأن الفن قائم على الطزاجة والتقدم.
وشدد عبد الرازق على أن الممثل مهمته أن يجسد الأدوار المختلفة، وخاصة أننا نتحدث عن نجوم كبار، إذا طلبوا سيناريو جيدا فى اليوم التالى سيكون لديهم أقوى السيناريوهات، ولكن بعض الفنانين فشلوا فى الحصول على 4 أو 5 ملايين من عمل درامى فيحاولون تحقيق هذا الرقم من خلال برنامج تليفزيون.
وتابع عبد الرازق أن طبيعة المتلقى حاليا أصبحت مختلفة مع التطور الذى حدث فى الميديا خلال السنوات القليلة الماضية، فالتركيبة التى كانت تنجح منذ 10 سنوات لن تنجح هذه الأيام وعلى القنوات أن تدرك ذلك.