ماما نجوى.. هكذا عرفها جيل الثمانينات والتسعينات وحتى يومنا هذا.. رقى وأناقة وكبرياء.. رمز من الصعب أن يتكرر فى تاريخ الإعلام العربى.. فهى نموذج للمذيعة كما ينبغى أن تكون، ليس على مستوى الشكل ونبرة الصوت وملامح تقاسيم الوجه التى تمتزج بين الطفولة البريئة والمرأة الجميلة، أو الأداء المميز بل ذكاء الأنثى وقدرتها على تطوير نفسها.
نجوى إبراهيم واحدة من رائدات التليفزيون المصرى، ليس فقط للطفرة التى حققتها فى برامج الأطفال، حيث صارت شخصية ماما نجوى وبُقلظ محفورتان فى وجدان أجيال كاملة، لأنها ببساطة كانت تسبق عصرها فى التفكير ونوعية البرامج والشكل الذى تظهر عليه،فهى الاعلامية التى عندما تقدم برنامجاً تلتف حولها الأسرة كلها حدث ذلك فى برامجها "صباح الخير" و"مساء الخير" و"فكر ثوانى" و"اكسب دقائق" وغيرها من البرامج.. ليس ذلك فقط ولكنها جمعت المجد من طرفيه... مجد الشهرة إعلامياً، وفى التمثيل تركت بصمة لا تُنسى من خلال أعمالها الفنية التى مازالت تمتعنا بها حتى الآن.. منها الأرض وفجر الاسلام وبعيداً عن الأرض والعذاب فوق شفاه تبتسم وخائفة من شىء ما.
هنا يبدو السؤال ما السبب فى ذلك؟.. الاجابة فى ذكاء وقدرة ماما نجوى على الابتكار فالإعلامية التى قدمت برامج ناجحة فى الثمانينات والتسعينيات.. تقدم حالياً برنامجا من أنجح البرامج وهو بيت العائلة على قناة النهار one. ومن خلاله جمعت كل الأسر حول شاشة التلفزيون.. من الكبير إلى الصغير، كما أنها نجحت فى أن تظهر الجانب الإنسانى من الضيوف الذين ظهروا معها فى حلقات البرنامج وأتذكر عندما استضافت سامح حسين وزوجته كان الجمهور لأول مرة يشاهد سامح حسين الرومانسى الذى اعترف بحبه لزوجته أمام الجميع.. وعندما استضافت "عشماوى" منفذ أحكام الإعدام وهو الشخصية المخيفة فى نظر الجميع جعلته يتحدث عن تفاصيل زيجاته الـ6 وغنى لها "بتلومونى ليه".
قدرة "ماما نجوى" على التواصل مع أجيال مختلفة ليس أمرا سهلا ويحتاج مجهودا مضاعفا وهذا ما تقوم به فى برنامجها "بيت العائلة" التى استعانت فيه بمجموعة من الشباب حتى تستطيع فهم ما يفكرون فيه للقرب منهم بشكل أكبر،وفى كل حلقة تحرص "ماما نجوى" على تقديم رسالة لجمهورها الصغير والكبير والعجيب والمدهش أنها الوحيدة التى نتقبل منها أى نصيحة فى زمن غاب فيه هذا المصطلح وحل مكانه كلمة "التنظير"...رسالة ماما نجوى فى برنامجها تعيدنا إلى مفاهيم وعادات غابت عنا وبسببها نعانى من مشاكل كثيرة وفى وسط هذا الزخم الإعلامى نحتاج دائما إلى طلتها لتبعث فينا الطمأنينة من جديد.