لست متعاطفا مع الأصوات الجيدة التى تم استبعادها من الحلقة الأخيرة فى برنامج اكتشاف المواهب "the voice kids" منهم أحمد السيسى ومحمد عزيز الحديجى وجانين خرّاط.. الأهم من التعاطف وكلمات الحسرة، تبنى هذه المواهب التى باتت حديث الناس فى الوطن العربى!.. هل يكون مصير هؤلاء الأطفال مثل سابقيهم الشباب أحمد جمال، نسمة محجوب، كارمن سليمان؟ الذين ما انتهت البرامج التى شاركوا فيها، حتى "قتلوا فنيا" بل ماتوا واندفنوا فى مقبرة لا يعلمها أحد، وانحسرت عنهم الأضواء، وتبددت أحلامهم على عتبات هذه البرامج بمجرد انتهاء مواسمها (سواء الناجحين أو الراسبين).
مواهب الأطفال فى "ذا فويس كيدز"، أكبر من جميع المواهب الشبابية التى ظهرت فى برامج المسابقات الأخرى، فالأطفال أمير عمورى وجويرية حمدى وزين عبيد وغدى بشار ولين الحايك وعبد الرحيم الحلبى وميرنا حنا وسهيلة بهجت وليلى أبو حمدان وأحمد السيسى، وغيرهم، أصواتهم أقوى بكثير "رغم صغر سنهم" من محمد شاهين ودنيا بطمة ومحمد رشاد ونسمة محجوب وهايدى موسى ومينا عطا ورنا سماحة.
بالطبع ينتاب الجمهور القلق على هذه المواهب التى كان يجلس خصيصا يستمع إليها مساء كل سبت، وربما يكون تساؤلهم الوحيد: هل يواجه هؤلاء الأطفال نفس المصير المجهول؟ خصوصا وأنهم مواهب حقيقية وليست مزيفة كالآخرين.. هؤلاء الأطفال أبدعوا فى الأداء وحفظ الألحان والكلمات رغم صعوبة بعضها وانطلقوا كالفراشات على المسرح.. هل يصبح الموهوب فى هذا الزمن كعديمى الموهبة؟.. والذكى كالغبى! هل يخرج من يمد يده للأطفال ويعلن تبنيه لهذه المواهب، أم نظل فى زمن أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا وولاد سليم اللبنانين فى كل حتة مسمعين، وغيرهم ممن على "شاكلتهم" الذين يتصدرون المشهد الغنائى للأسف بعد غياب جيل الثمانينات والتسعينيات (محمد فؤاد، حميد الشاعرى، هشام عباس، نادية مصطفى، مصطفى قمر).
تامر حسنى لا ضير عليه فى استبعاد أحمد السيسى عن المنافسة، فالمطرب أعلن دعمه للطفل الذى لا يتجاوز عمره الـ7 سنوات، وقرر ضمه لفيلمه الجديد الذى يحضر له حاليا، لكن ماذا بعد الفيلم؟ الطفل يجيد الغناء لا التمثيل؟ نعرفه مغنيًا وليس ممثلاً، أقنعنا بالغناء وليس بالتمثيل، وماذا بعد الفيلم هل يتركه تامر حسنى يواجه مصيره أم يظل معه حتى النهاية.. يا سادة أنقذوا هذه المواهب قبل أن "يشيخوا وهم أطفالا".