لا يوجد إنسان لا يحب الملابس، لكن وفقاً لذوق كل فرد، فبالرغم من تعدد الأذواق إلا أن عشق الملابس واحد، فالنساء يتابعن صيحات الموضة بشغف، والرجال أيضاً يتابعون الممثلون ولاعبى الكرة والشخصيات العامة حتى يتعرفون على الجديد فى عالم الموضة، ونرى أن الفتيات تستطيع أن تفرق بين قطع الملابس وتطلق اسماً خاصاً لكل قطعة، فمثلاً تفرق الفتيات بين "الجاكت"، و "الكارديجان" و "البوليرو"، لكن دون أن يعرفن ماهو أصل الجاكت، كذلك الرجال فهم يفرقون بين "القميص" و "التيشيرت" و "السويتشيرت"، وهم لا يعرفون أيضاً أصله.
وكما جرت العادة أن لكل شيء أصل، نجد أن الحضارات القديمة عربية كانت أم رومانية أو فارسية أو غيرها، كانت السبب فى تواجد الملابس التى نرتديها الآن.
1- القميص:
اكتشف أقدم قميص العالم البريطاني فليندرز بيتري، حيث كان مصنوع من الكتان وموجود في قبور الأسرة الأولى التي حكمت مصر قبل 3 آلاف سنة، ويتكون القميص المصري من أكمام وكتفين مع مجال للسماح لمن يرتديها بالتحرك السهل، وتم تزيين العنق وتصميم فتحة فى الجانب.
كلمة قميص أنشئت في القرن السادس عشر الميلادي، في سنة 1563 كتب إيرل ويلتشاير الإنجليزي جون مايوود بأنه يفضل الكلمة الشرق أوسطية قميص على الكلمة الإنجليزية القديمة "سكيرت"، استخدامه لكمة قميص انتشرت بسرعة في جميع أوساط المجتمع الإنجليزي وأصبحت هي الكلمة الدارجة، ومنذ ذلك الوقت بدأ الناس في إطلاق لقب إيرل "القميص".
كان القميص لباس للرجال فقط حتى القرن العشرين، على الرغم من أن للمرأة قميص خاص بها إلى أن قميص الرجال هو الذي أصبح موضة اللبس العالمية، في العصور الوسطى كان القمصان تلبس غير مصبوغة وفوق جسم الرجل وتحت الملابس الرسمية، في الأعمال الفنية كان القميص مرئي للناس المتواضعين أمثال رعاة الماشية، السجناء، والتائبين، في القرن السابع عشر كانت القمصان تشبه في ظهورها الملابس الداخلية في العصر الحالي، في القرن الثامن عشر كان للقمصان ذيل طويل خصوصا للذين يعملون في الأعمال المكتبية، مؤرخ أزياء القرن الثامن عشر جوزيف سترات يعتقد بأن الرجال الذين ينامون من دون لبس قميص يعتبرون غير محتشمين،حتى في نهاية القرن وبالتحديد في سنة 1879 فإن لبس القميص فقط والظهور في الشوارع به يعتبر لبس غير أخلاق.
بدأت نساء أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية في لبس القميص اعتباراً من سنة 1861 حيث قام المناضل الإيطالي جوزيبي غاريبالدي بلبس القميص الأحمر، والجدير بالذكر أن جميع الملابس التى ترتدى فى الجزء العلوى للجسم تندرج تحت بند القميص، فيما عدا "البلوفر الثقيل"، و "المعطف".
2- ربطة العنق"الكرافت" .. أصلها "المشنقة"
يرجع تاريخها إلى بدايات القرن 16 وبالتحديد في الفترة بين (1618-1648) وهي فترة حرب الثلاثين عاما التي وقعت بين دول شمال و وسط أوروبا. استخدم الجنود الكرواتيون بالتحديد هذه الربطة وكانت عبارة عن (شال) ملفوف على العنق وبنفس الطريقة التي يلف بها ربطة العنق اليوم. حيث كانت تعلقها النساء في أعناق أزواجهن وأحبائهن أثناء سوقهم لجبهات القتال، كعلامة على الحب والوفاء، وإن أصل كلمة (كرافات) الفرنسية هي مشتقة من الكلمة "كروات"، وقد كانت الحرب شديدة وعنيفة لدرجة أن طريقة إعدام الكرواتيين كانت بتعليقهم بربطات العنق التي يرتدونها، ومن هنا جاء أصل الكلمة الإنجليزية نك تاي والتي تعني بالعربية ربطة عنق.
أثار المرتزقة الكرواتيون اهتمام الباريسيين بهذا الربطة وتم إدراجها من ضمن الزي الرسمي للساسة و القادة الكبار في زمن لويس السادس عشر امتد استخدام ربطة العنق ليشمل عامة الشعب وأطلق عليها الفرنسيون اسم (كرافات Cravate). وتحدد طريقة ربط ربطة العنق أحيانا أناقة الشخص، حيث توجد لها عدة طرق، وبدأ الملك لويس الرابع عشر بإرتداء ربطة العنق في عام 1646 بدأت هذه المادة الجديدة من الملابس فى إثارة الإهتمام في فرنسا و أرتدى كثير من كلا الرجال والنساء قطعة من القماش حول أعناقهم التي تاخذ كمية كبيرة من الوقت والجهد للترتيب.
3- فستان الزفاف .. من ابتكار ملكة "اسكتلندا"
إن اختيار اللون الابيض يعود الى اسكتلندا عندما تزوجت "ماري" ملكة اسكتلندا زوجها الأول" فارنسس دوفن" ملك فرنسا عام 1559 ارتدت بدلة بيضاء لانه اللون المفضل لديها على الرغم من أن اللون الأبيض كان يعتبر اللون الذي يلبس في المآتم عند الفرنسيين في ذلك الوقت، لكنها تاريخيا تعتبر" فيليبا" الإنجليزية أول أميرة في التاريخ ترتدي البدلة البيضاء في زفاف ملكي وارتدت قلنسوة بيضاء أيضا من الحرير.
لم يصبح اللون الأبيض خيارا اجتماعيا حتى عام 1840 بعد زواج الملكة فكتوريا من البيرت، اختارت اللون الأبيض لكي تبين التطريزات التي تملكها، وتم نشر لوحة الزفاف وهي ترتدي هذه البدلة فبدأت كثير من السيدات تختار اللون الأبيض مقتديات بالملكة فكتوريا.
4- الصندل .. أصله رومانى
وهو نوع قديم من الأحذية كان الرومان أول من ارتدوه، ثم الروس ومن بعدهم الأتراك ويصنع من جلد الحيوانات ويكون مفتوح الجوانب و ذو فتحات كثيرة.
5- أول شنطة فى التاريخ .."عراقية":
صنعت أو حقيبة يد بمدينة الموصل بالعراق عام 1300، حيث قام أحد الحرفيين بتصنيعها من النحاس المطعم بالفضة والذهب، وصنعها من أجل إحدى سيدات الطبقة الحاكمة التى تعود إلى عصر الدولة "الإيخانية" التى أسسها حفيد جنكيز خان، واشتراها جامع تحف من العصر الفيكتوري يدعى "توماس غامبيير بيري" عام 1858 خلال رحلة إلى فينيسيا وقام حفيده بإهداء الحقيبة لكورتولد جاليري في العام 1966 وعرضها بعد ذ لك فى لندن.