فى شارع ضيق بمنطقة الحسين، تجده يقف على عربة صغيرة عليها الأكلات الشعبية التى نشأ عليها أهل المنطقة، ممبار ولحمة رأس وأرغفة عيش بلدى مرتصة بعضها فوق بعض، يُزيّن تلك العربة الصغيرة الفلفل الأخضر والطماطم، يتزاحم الناس حول عربته الصغيرة من أجل الحصول على مزيد من "لحم الرأس" و"الممبار".
لم يكن يعلم أنه منذ أن تعلم والتحق بكلية الفنون الجميلة أن يستقر أخيراً على عربة صغيرة لبيع الممبار، فبعد أن انتهى من عامه الثالث كلية الفنون الجميلة، قرر عدم استكمال الدراسة بسبب عجزه عن سداد المصروفات الدراسية وعدم وجود أموال لديه تكفى لشراء مستلزمات، فقرر أن يبحث عن طريق أخر له بعيداً عن الرسم، ولأن "الأكل" فى أصله فن، فاختار أبو أسلام الممبار كأسهل طريق لقلب الزبون".
يحكى "أبو إسلام" البالغ من العُمر 36 عاماً لـ"انفراد": "عن رحلته من كلية الفنون الجميلة إلى عربة الممبار :"أبويا كان عنده محل لحمة راس على قد حاله رحت أشتغل عشان اساعده وأساعد نفسى ما انا حلمى ضاع خلاص، قولت لازم أشتغل وأجيب قرش، عشان الدنيا بعد 25 يناير بقيت صعبة والظروف ضيقة، والناس زهقانة من قلة الشغل، فقولت بلاها فنون جميلة وخلينى فى الممبار".
يضيف قائلاً :" الأكل فن وأنا فنان بالفطرة، فقولت أفن وأقدم أحلى سندوتش لحمة راس فى مصر، والحمد لله بقى ليا زبايين بيجولى من كل مكان عشان أنا بقيت متميز جداً فى الممبار".