من منا لم تنتابه الصدمة ويندم على ما فعل بعد قرار اختياره لأول تاكسى أبيض يقابله لنقله إلى مكان اعتاد الذهاب إليه يومياً بأرقام مضاعفة تظهر على شاشة عداده وارتفاع ملحوظ فى المبلغ المقروء عليه مقارنة بباقى رحلاته السابقة لنفس المكان، لكن هنا لا نستطيع أن نفتح أفواهنا ولا نناقش السائق ولا حتى نفاصله فى الأجرة لأن العداد "قال كلمته".
وتتكرر هذه المواقف كل فترة مما يجعلنا نتعجب ونطرح سؤال دون أن نجد له إجابة واضحة، لماذا تختلف أسعار التوصيلة من تاكسى لأخر على الرغم من أنها نفس المسافة المقطوعة ونفس الوقت المستغرق؟ فإذا كنت معتاد على دفع مبلغ يتراوح بين 20:15 جنيه، ربما يصل إلى 30 أو حتى 50 وكله بأمر العداد.
فيعد هذا الأمر المبهم والمجهول والذى دائماً ما نفسره على أنه عملية نصب ممنهجة من قبل بعض سائقى التاكسى الأبيض، من أكثر الأسباب التى تدفعنا إلى اللجوء لأنظمة أخرى مثل " أوبر" و " كريم" ، لذلك يكشف " على أبو نعمة" أحد سائقى التاكسى الأبيض خدعة " اللعب فى العداد" وكيفية كشفها من قبل الراكب البسيط غير المتخصص، وهى التصريحات التى خرجت منه فى صورة اعترافات واضحة لما فعله سائقى التاكسى الأبيض لتحويل المشهد لما يحدث الآن بعد أن بدأت هجرة الركاب إلى شركات أتاحت لهم معاملة أفضل بدون نصب.
وعن اللعب فى العداد يقول "أبو نعمة" :أولاً هناك نوعين للعداد إحدهم يتم تركيبه بالسيارات من أنواع " لادا وسبرانزا وغيرها" والأخر يدعى " حصان" يركب بسيارات " لانوس، فيرنا" وهو الأكثر عرضة للتغير والنصب، فأحياناً ما يلجأ السائق معدوم الضمير إلى خلعه وإعادة تشغيل النظام الخاص به، لدى أحد الأماكن غير الشرعية التى تخالف اللوائح والقوانين المصمم على أساسها العداد.
مضيفا": فمن الطبيعى أن يكسر العداد بـ 3 جنيهات من بداية المشوار وبعد كيلو واحد أى 1000 متر يزيد 140 قرش على الأجرة، وكل كيلو تقطعه السيارة يزيد المبلغ 140 قرش أخرى، ويمكن قراءة هذه المسافة أعلى شاشة العداد على الجهة اليمنى، وفى حالة الانتظار فى إشارة أو الوقوف لأى سبب على كل دقيقة يزيد 25 قرش ويمكن أيضا قراءة عدد هذه الدقائق أيضا أعلى شاشة العداد ولكن على الجهة اليسرى.
لكن هذه الأرقام لم تنال رضاء السائق الجشع فيلجأ إلى " اللعب فى العداد" بمعنى أنه يغير هذا النظام فى الحسابات للعداد و يجعل 140 قرش تزيد على كل 800 متر أى أقل من الكيلو، مما يزيد من الأجرة بنسبة كبيرة وغير مفهوم أسبابها بالنسبة للسائق العادى، لكن إذا راقبنا العداد وتابعنا المسافة المقطوعة مع نسبة الزيادة فى المبلغ ووجدناها أقل من كيلو ومع ذلك ترتفع هنا نتأكد أن هذا العداد "ملعوب فيه"، ومن هنا يمكن التحدث إلى السائق ومفاجئته لكشف خديعته وتهديده بالإبلاغ عنه أو شكوته بالفعل لأى أمين شرطة أو ضابط مرور نقابله.
أما عن بعض الحقوق التى وفرتها إدارة المرور لركاب التاكسى الأبيض والتى غالباً ما يخفيها السائقين أو يتجاهلون وجودها يقول "الامتناع عن التوصيل" تعد هذه مخالفة فى حد ذاتها، فإذا أوقفت تاكسى ليس من حقه أن يعلم مكان التوصيلة، وإذا أبلغته ورفض هو بذلك مخالف للوائح والقوانين ويمكنك التقاط الأرقام الموجودة على اللوحة المعدنية والإبلاغ عنه لينال الغرامة المنصوص عليها لهذه المخالفة.
أيضاً عدم تشغيل العداد من الأساس مخالفة فإذا صادفتك هذه الانواع من سائقى التاكسى فأمامك حلين إما أت ترفض الركوب معه، أو تجاريه حتى تقابل أول إشارة مرور لتخبر الضباط عن هذه المخالفة المهنية ليكون عبرة ويعتبر به غيره من معدومى الضمير.
"التكيف بايظ أو بيحمل على الماكينة" أيضا رفض سائق التاكسى لفتح التكييف يعد مخالفة، وإذا قال أنه غير صالحة للاستخدام أو أنه يحمل على ماكينة السيارة هذا يعنى أنه مقصر فى صيانة سيارته وهذا ما يدخله فى مشاكل كبرى عند ترخيص السيارة.