"دا صغير ومش فاهم" بهذا المبرر السطحى جدًا يحاول المحيطون بكِ إلهائك عما يشعر به طفلك حيال تجربة الطلاق، يوصونكِ بالاهتمام بنفسك وفقط، وأن تتركى الزمن يتولى طفلك.
ولكن الحقيقة هى أن تجربة الطلاق ليست قاسية عليكِ وحدك وعلى زوجك، ولكن الأطفال أيضًا مهما كانت سنهم صغيرة يدركون بشكل ما كل ما يحدث، ومهما مر من الوقت، هناك بعض اللحظات التى لن يكون بإمكان طفلك نسيانها بسهولة، وربما لن ينساها أبدًا، ويجب أن تضعى فى حسبانك ذلك، وتحاولى أن تجعلى هذه اللحظات أخف وطأة عليه، لأنها قد لا تمحى من ذاكرته للأبد.
وفى مقال مبنى على تجربة شخصية حقيقية بموقع "لايف هاك" الأسترالى، كشفت "ميلانى لاندهيم" الكاتبة الأمريكية بعضًا من اللحظات والمشاعر التى يصعب على الطفل لوالدين منفصلين أن ينساها...
..لن ينسى الأوقات السعيدة
لن ينسى ابنك بسهولة تلك الأيام السعيدة التى عاشها فى أسرة طبيعية بين أب وأب، وفى أسرة مستقرة، رحلاتكم العائلية، لحظات المرح، واللحظة التى تلتفون فيها حول مائدة واحدة، وأيام الأعياد واحتفالات أعياد الميلاد.
..لن ينسى الخلافات
مثل اللحظات السعيدة، لن ينسى الطفل أيضًا المرة الأولى التى سمع فيها أصوات شجاركما العالية، وشعوره بالخوف عندما حدث ذلك، والقلق مما قد يحدث بعد ذلك.
..لن ينسى لحظة اتخاذكما القرار
ربما كان أصغر من أن يفهم معنى كلمة "طلاق" لكن فيما بعد تطوع أحد المقربين، أو أحدكما بتبسيط الأمر له، لن ينسى وعودكما بأنكما ستحرصان على ألا يتغير شىء، وأن له مطلق الحرية فى اختيار من يعيش معه.
.. لن ينسى شعوره بعد خبر الطلاق
سيذكر ابنك جيدًا أنه لم يفهم فعلاً المعنى الحقيقى للطلاق، ولكنه تظاهر بالحزن كى لا يؤذى مشاعرك، لكنه سيتذكر كذلك أن خوفه لم يبدأ إلا حين بدأت الأوضاع الجديدة تصبح أمرًا واقعًا.
..لن ينسى الزيارة الأولى للبيت الجديد
سواء انتقلتِ معه إلى بيت جديد، أو زار والده فى بيته الجديد، لن ينسى أبدًا ذلك الشعور بأن هذا المكان مهما بدا جميلاً هو جاف وفارغ ويجسد المعنى الحقيقى للوحدة.
..لن ينسى لحظات انهيارك
سيتذكر طفلك جيدًا تلك اللحظات التى كنتِ تتظاهرين فيها بالقوة بينما تبكين فى الخفاء، لن ينسى مكالماتك الهاتفية الطويلة مع صديقاتك، والمحامى، والعائلة والنقاشات المستمرة حول الموضوع.
.. لن ينسى نضالك
لن ينسى طفلك المجهود الذى بذلتيه من أجل الوقوف مجددًا بعد انهيارك، لن ينسى كيف حاولتِ تدبير شؤونك المالية وتغطية نفقاته، كيف حملتِ مسؤولية البيت كاملاً وحدك، وكل ما بذلتيه من مجهود من أجل بناء شخصيته ومحاولة إسعاده رغم الظروف الصعبة.
.. لن ينسى كذلك أنك أصبحتِ أفضل
رغم كل شىء، سيتذكر طفلك جيدًا كيف كانت زيجتك تعيسة وأصبحت الخلافات لا تطاق، وكيف أصبحتِ بعد الطلاق شخص أفضل.