مصر بتستورد كل حاجة وبتصدر "حلل".. ورشة حلل فى شارع المعز تصدر لأفريقيا

أوان كثيرة، يرصها صناعها بعضها فوق بعض استعدادًا لنقلها من المكان الذى تبدأ منه مراحل صناعتها بأشكالها وأنواعها المختلفة، وعلى عكس جميع صناع الحلل أو مشتقاتها فى مصر، يرفض أصحاب ورش «الحلل الألومنيوم» بالجمالية بيع ما يصنعونه من حلل داخل مصر، وإنما تعتمد صناعتهم على التصدير للخارج لدول أفريقيا فى رحلة طويلة تبدأ من زقاق ضيق بحوارى الجمالية، لا يبدو على أهلها علامات الترف، ولا يتوقع المارة أن هذه الورش البسيطة هى ما تبقى من معالم التراث لشارع كان قديماً يصدر كل ما يصنع.

ورش حلل متلاصقة، يمكنك بمجرد مرورك أن ترى بداخلها كل أنواع وأحجام الحلل الألومنيوم، السؤال الأول لصاحب إحدى الورش سينقلك لقصة التصدير للخارج التى يسردها لـ«انفراد»: الحاج محمود علام صاحب مجموعة ورش لصناعة الحلل، قائلاً: «ورثت المهنة أباً عن جد، الزقاق ده من زمان معروف بورش صناعة الحلل، ومن زمان والكل عارف إن الحلل اللى بتخرج من هنا بتسافر بلاد بره».

بلاد يحكى عنها الحاج «محمود» ولكنه لم يزرها قط، ويكمل: من سنين طويلة وكان فيه تجار بيجوا الشارع ده من كل حتة فى العالم، ومن هنا بدأت الرحلة. نيجيريا، والنيجر، وجنوب أفريقيا وغيرها من البلاد التى تتوجه إليها الحلل، هى ما يذكرها عم «محمود» فخوراً بأن صناعة يديه تسافر عبر المراكب لبلاد بره، يعرف جيداً أن بلده لم يعد كالسابق فى التصدير للخارج، ولكنه مازال محتفظا بقدر من الطلبيات التى يعمل عليها، ويتم شحنها للسفر، وعن مراحل تصنيع الحلل يحكى لـ«انفراد»، قائلاً: بنبدأ من المخرطة، وتدخل فى مراحل كتيرة من قطع الحديد، وقصه وتركيبه لحد ما تبقى حلة.

ماء مغلى، بطاس وماء نار ومواد كيميائية أخرى، أيادِ أصابتها بعض الحروق، لكن لقمة العيش لا تعرف الراحة، يغمسون الأوانى وأغطيتها فى ماء النار وفور خروجها ينظفونها بسلكة حديدية ليغمسها فى برميل ماء مغلى وينظفونها فى انتظار التاجر الذى سيقوم بنقلها إلى السودان والنيجر ونيجيريا.

ويروى هشام محمود علام ابن الحاج محمود علام «جبت عيالى فى الأجازة بتاعة المدرسة يشتغلوا وينضفوا الحلل ويشوفوا بتتصنع ازاى، الصنعة أحسن من العلام الصنعة بتفضل للزمن وبعدين الحلل دى بتروح لأفريقيا كلها هو لما الحاجة بتاعتنا تتصدر بره دى حاجة وحشة؟».

ويرى محمد الطفل ذو الـ11 عاماً أنه نظراً لعدم التحاقه بالمدارس فإنه تعلم هذه الحرفة منذ صغره، وكما يصف أن هذه الحرفة أفضل من الجلوس فى الشارع فى انتظار من يأتِ إليه بلقمة، فهو يسترزق من صناعة الحلل رغم مشاقها.


























































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;