محاولات كثيرة كل عام يبذلها خبراء التربية والتعليم لتطوير المناهج لمختلف الصفوف بدءً من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية العامة، حذف بعض الأجزاء من المناهج وإضافة البعض الآخر قد يثير قلق بعض الطلاب خوفًا من صعوبة الجزء المضاف لكن ماذا عن طلاب ذوى الاحتياجات الخاصة؟
بدأت مطالبات كثيرة منذ شهور لدمج طلاب ذوى الاحتياجات الخاصة بالطلاب العاديين، أسوة بما يحدث فى الخارج، كانت آخر هذه الدعوات مطالبة داليا عاطف عضو لجنة الإعاقة بالمجلس القومى للمرأة، أمس الأول، بتطوير مناهج الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة لتتناسب مع حالتهم ودمجهم مع أقرانهم من الطلاب العاديين للقضاء على التمييز.
من هو الطالب ذو الاحتياجات الخاصة؟
ولمعرفة الفرق بين مناهج الطلاب العاديين ومناهج ذوى الاحتياجات الخاصة، قال الدكتور منتصر الطويل استشارى إعادة التأهيل والصحة النفسية، أن طالب ذوى الاحتياجات الخاصة هو من يقل ذكاؤه عن 70%.
وينقسم هؤلاء إلى ذوى الذكاء الضعيف والمتوسط والمعتدل، لذلك لا يصح أن يتم تدريس مناهج الطلاب العاديين لهم، فهي تعتمد بنسبة كبيرة على الحفظ والفهم معًا، كما أنها ثقيلة على مستواه الإدراكى، لكن يجب الدمج بمنهج مختلف.
ماذا يحتاج الطالب ذو الاحتياجات الخاصة من المدرسة؟
ولتدريس منهج دراسى يتلائم مع مستوى طلاب ذوى الاحتياجات الخاصة الفكرى يجب أن يكون المنهج خفيف وسهل ولم يتم تدريسه عبر التلقين فقط، لكن يجب أن يتم توصيل المعلومة لهم عن طريق الألوان والأشكال والمجسمات، كما أن الهدف من المناهج الدراسية لذوى الاحتياجات الخاصة هو أن يتعلموا حساب أبسط الأشياء ويتعلمون فقط القراءة والكتابة البسيطة.
وينقص مدارس ذوى الاحتياجات الخاصة تعلم المهن، الذى هو موجود بالفعل فى بعض المدارس فى مصر لكنها قليلة، فيجب على وزارة التعليم تعميم الفكرة على كل مدارس التنمية الفكرية.
بينما قالت الدكتورة هبة العيسوى أستاذة الطب النفسى، أن هناك فارق كبير بين ذوى الإعاقة العقلية وبين من يعانوا من التوحد طبقًا للطب النفسى العالمى، فمريض التوحد يجب أن يتم دمجه فى المدارس العادية مع الطلاب العاديين حتى تنمو قدراته.
لكن يجب أن تكون لطلاب التوحد فى مدارس الدمج لجنة خاصة بتعليمهم عن طريق المجسمات والألوان، فطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة يعتمدون على الفهم عن طريق كل ما هو حسى مثل الألوان والأشكال التى تلفت انتباهم ولا يعتمدون على مناهج الطلاب العادية التى تتميز بالثقل حتى للطالب العادى، لذا يجب تبسيط المناهج لهم بأقصى شكل ممكن.
أما ذوى الإعاقة الفكرية فيجب أن يتم التركيز أكثر على التأهيل المهنى، فليس المطلوب منهم معرفة المعادلات الصعبة وغيرها، بل كل ما هو مطلوب أن يقوموا بحساب الأشياء البسيطة والقراءة والكتابة فقط، فيجب أن تعتمد مناهج ذوى الإعاقة الفكرية على تعلم الحرف البسيطة لهم، ويجب تعميم ذلك فى كل المدارس.