"مرات الأب" كلمة بمجرد سماعاها تتملكك الكثير من مشاعر الحقد، والخوف وعدم الإحساس بالأمان، كثير من الأشخاص بمجرد الاستماع لهذه الكلمة يتذكرون على الفور الفنانة سميحة توفيق أو "أما دلال" التى جسدت دور زوجة الأب فى فيلم "نحن لا نزرع الشوك"، كذلك بعض من مشاهد "ميمى شكيب" التى تعتبر من أشهر زوجات الأب فى السينما المصرية، ورغم أن الحياة اليومية بعيداً عن السينما مليئة بالحكايات المأساوية التى تسرد تجارب لأطفال مع "مرات الأب" بعد وفاة أمهاتهم أو بعد إجبارهم على العيش مع الأب و زوجته، وتحتوى على الحكايات على العديد من التفاصيل المؤلمة، لكن من ناحية آخرى توجد مجموعة نماذج لـ "مرات الأب" تثبت أن الواقع يحتوى على كثير من التناقضات، و أن هؤلاء السيدات حطمن الصورة الذهنية البشعة عن "مرات الأب"، ليثبتن أن "مرات الأب مش دائماً وحشة".
وسردت مجموعة من السيدات لـ اليوم حكايتها مع لقب "مرات الأب".
وقالت الحاجة نورا عبد العظيم 61 سنة "أيوة أنا مرات أب وإبن جوزى ده أول فرحتى"، و أكدت أنها تزوجت من زوجها وهى لديها ابنة تبلغ 4 سنوات، وكان ابن زوجها يبلغ 6 سنوات، وأضافت "كنت بعتبره ابنى البكرى ، ده من أحن الأشخاص عليا"، و أشارت إلى أن زوجة الأب ليس بالضرورى أن تكون امرأة عديمة الرحمة، لأنها أيضاً أم، و أشارت إلى حبها لابن زوجها، أدى إلى حب هذا الابن لابنتها حتى كبرا سويا وتزوجا و أنجبا "جودى و إياد"، و أضافت " يعنى أنا دلوقتى أمه وحماته".
فى حين قالت هناء إسماعيل 46 سنة عندما تزوجت كان زوجى لديه ابنتان، فى بادئ الأمر كنت خائفة جداً أن يكرهونى، ثم بدأت أن أدعوهم إلى قضاء العطلات معنا، و أطلب من زوجى أن يتركنى معهن، ومع الوقت توطدت علاقتنا، حتى إنهم يأتوا ليشتكوا من سوء معاملة والدتهن لهن، و رغم إنى لم أنجب إلا إننى أشعر أن الله عوضنى بهن خيراً.
و ترى فاطمة طنطاوى 50 سنة أن زوجة الأب من الممكن ان تكون أفضل من الأم التى ولدت وتركت أبنائها وفضلت حياته الشخصية عليهم، و أضافت عندما تقدم زوجى لأهلى، رفضت فى البداية بعدما علمت أن لديه ولدين، وقولت "هبقى مرات أب لا بلاش من المشاكل"، و أضافت "جلست معه ومع أبنائه وتفاجئت أن والدتهم تركتهم وسافرت للعمل خارج مصر، بعدها وافقت على الزواج منه"، و أشارت إلى إنها تزوجت منذ 25 عاماً، لم تشعر فيهم لحظة أنهم ليسوا أبنائها، ختى أن الجيران ينادوها باسم الولد الأكبر، وأضافت "عندما ذهبنا لنخطب إلى إبننا الكبير، وسألوه أهل العروسة عنى شعرت بالاتباك، لأن أمه مازالت على قيد الحياه، و من الممكن أن يروها يوماً، لكنه قال لهم دى أمى اللى ربتنى وكبرتنى ولما أخلف هسمى بنتى فاطمة".
أما غادة حسن 52 سنة، قالت "ليه الناس متخيلة إن مرات الأب دى مش بنى آدمة"، و أضافت عندما تزوجت كان لزوجى ابنة صغيرة، توفت أمها وهى لم تكمل العامين، وبعدما تزوجت أنجبت ولدين، وكانت ابنة زوجى هى التى تساعدنى فى تربية إخوتها ومقالتش لحد غيرى يا ماما، و أضافت " دى بنتى واختى وصاحبتى واللى بيشوفنا بيقولى دى نسخة منك"، و أشارت غادة إلى أن أمنية حياتها " أن ترى ابنتها عروسة مع ابن الحلال لأنها أول فرحتها".