"مدرسة الحياة" هذه هي الجملة الوحيدة التى يمكنها تلخيص حكاية "عم مصطفى"، الرجل الخمسينى صاحب ورشة "الصدف" بخان الخليلى بعد أن تحول من صنايعى صدف محترف إلى محاضر فى الكليات الفنية المتخصصة لتعليم طلبة الفنون الجميلة أصل الحرفة، على الرغم من كونه رجل "أمى" لا يجيد القراءة والكتابة، ولا يحمل من مؤهلات سوى لقب لا يعد "إكليشيه" فى حالته هو خريج مدرسة الحياة.
ورشة صغيرة بالكاد تلحظها أثناء مرورك تخفى حكاية الرجل الذى حمل المهنة على عاتقه، وخشى عليها من الانقراض للدرجة التى دفعته للترحيب بطلبة كلية الفنون الجميلة وتعليمهم أصول الصنعة والحرفة بعناية، وهو ما يؤكده قائلاً : أنا بقالى 45 سنة فى الشغلانة دي واللى بيعملوها بقوا معدودين، بيجيلى طلبة فنون جميلة كتير يتعلموا ويشتغلوا بأيديهم، الموضوع ده مش موضوع مذاكرة ولا دراسة".
عدد من الدعوات التى تلقاها عم مصطفى من الكليات الفنية المختلفة فى طنطا والإسكندرية، لتعليم الطلبة صناعة الصدف عملى، وتدريسها من يد محترف، وهى الدعوات التى يتحدث عنها بفخر قائلاً : "أنا راجل مش متعلم بس عندى صنعة بالدنيا".