"اعملى اللى انتى عايزاه فى النادى" "إوعى تنزلى بالباتيناج الشارع ماتعرفيش الناس هتقول عليكى ايه" "اتقِ شر الشبهات".. ترددت تحذيرات أمها المتكررة على أسماعها وهى تخطو بلوح التزلج للمرة الأولى على أرض شارع حقيقى، بعد أن اعتادت التجول به داخل النادى، اختارت أحد أحياء منطقة مصر الجديدة طمعًا فى الهدوء وبعض التفهم، وقررت أن تمارس رياضتها وهوايتها المحببة فى الشارع.
قبل أن تبدأ جولتها بصحبة مصور فوتوغرافى صديق، استعدت "سهيلة إمام" نفسيًا لما قد تقابله، توقعت أن تواجه نظرات استهجان من المارة، وفكرت أنها ربما تسمع تعليقات سخيفة وأخرى متطاولة لكنها لم تتوقع أبدًا أن يكون رد أحدهم هو أن يصدمها بسيارته، لمجرد أنها تفعل شيئًا مختلفًا.
سهيلة مع لوح التزلج فى أحد شوارع مصر الجديدة
وتحكى طالبة الإعلام ذات الـ 19 عامًا، لـ"انفراد" "بحب الباتيناج من سنين وكمان بلعب يوجا، واهتميت مؤخرًا بالـ skating، بس عمرى ما جربته فى الشارع وما فكرتش أجرب فى الشارع خاصة إن ماما دايمًا كانت تحذرنى من الحكاية دى، لكن قررت من كام يوم أنزل وأجرب وأشوف رد فعل الناس . سمعت تعليقات سخيفة، ناس قالت لى إيه الهبل اللى بتعمليه دا، وناس اتريقت على الـ skate board بتاعى، لكن أنا فكرت فى حاجة واحدة، إنى ما اتعديتش قوانين الشارع ولا ضريت حد فانتوا مالكوا؟".
تضيف "كنت متوقعة إن التجربة مش هتبقى سهلة بس ما تخيلتش إن ممكن حد يخبطنى بالعربية لمجرد إنى ماشية جنبه بلوح تزلج! كنا واقفين فى إشارة واقفة أصلاً يعنى مش معطلة الطريق، والمصور بعيد عنى قرب الرصيف، ولما اللى راكب العربية اخد باله إن واقفة على لوح تزلج، والإشارة اتحركت خبطنى خبطة خفيفة بالعربية لكن كانت كفاية علشان توقعنى من على لوح التزلج ويقع تحت عربيته، وما اكتفاش بدا لكن كمان خبط المصور لما ضحكنا من كتر ما إحنا مش مصدقين إنه عمل كده فعلاً".
رغم كل شىء لم تندم "سهيلة" على التجربة وتقول "سمعت كلام ما حبيتهوش بس مش حابة أقوله، ورغم كده عايزة أسمع كل حاجة بتتقال لأن دا بيخلينى أصر أكتر إنى أنزل مرة تانية، ما ندمتش أبدًا وممكن جدًا أنزل تانى".
سهيلة على لوح التزلج وسط الشارع
أما "جهاد سعد" الشهير بـ"روبابيكيا"، المصور الفوتوغرافى الذى شارك "سهيلة" التجربة فيحكى "اقترحت على سهيلة تنزل الشارع وأصورها وهى بتمارس التزلج علشان ما تفضلش قافلة على نفسها، وحابسة نفسها فى حدود النادى، حبيت إن صورها تكون رسالة لكل البنات وتخليها تتشجع وتنزل الشارع لأنها ما بتعملش حاجة غلط".
ويضيف "بنخطط لجولة مشابهة بلوح التزلج فى منطقة شعبية، علشان أقول للبنات فى المناطق الشعبية ما تتكسفيش الرياضة مش حكر على بنات النوادى"، وعن ردود الفعل فى الشارع يحكى "سمعنا تعليقات سخيفة، واللى ما قالش تعليقه قريناه فى عينيه، لكن رغم كل حاجة كان فى ناس عيونها مبسوطة بينا وبسهيلة وإنها بتعمل حاجة مختلفة ودا يخلينا نكمل ونكرر التجربة مرة وتانية وتالتة".