زرعت الحروب العديدة بين مصر وإسرائيل على مدار السنوات الماضية عداء شديد من قِبل المصريين كبارًا وصغارًا تجاه الاحتلال الاسرائيلى، حتى ازداد العداء فى قلوب العرب والمصريين على حد سواء، فالانتهاكات الشديدة التى اُرتكبت بحق الأراضى العربية وعلى رأسها فلسطين، جعلت إسرائيل مثل الشبح الأسود الذى يرغب جميع المصريين فى القضاء عليه.
فى السنوات القليلة الماضية حاولت إسرائيل استقطاب عدد من الشباب المصرى وإيهامهم بأن إسرائيل دولة مسالمة وديمقراطية ولا تمتلك ذرة عداء للعرب، ظلت هذه المحاولات قائمة حتى كانت آخر هذه المحاولات أمس، حيث أطلقت السفارة الإسرائيلية أمس موقع إلكترونى للتواصل مع المصريين، وزعمت الصفحة أنها أطلقت الموقع الإلكترونى بمناسبة مرور 37 عاماً على إتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، واضعة على صفحتها إيميلين الأول لمن يريد أن يستفسر عن شئ خاص بالسفارة وتأشيرتها، أما الثانى فهو للأسئلة العامة بهدف التقارب بين مصر وإسرائيل.
ولم يكن إطلاق الموقع الالكترونى هو الوسيلة الأولى للتقارب من المصريين، حيث سبقها عدة طرق قبل ذلك.
"إسرائيل فى مصر"
صفحة أنشأتها إسرائيل على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"؛ لجذب انتباه الشباب المصرى للمنشورات التى يقومون بنشرها، فهم يتحدثون عن إسرائيل وعاداتها وتقاليدها باللغة العربية، بل ويقومون بنشر أفكار قريبة من المجتمع المصرى، لكى يندمج الشباب المصرى ممن هو فى سن المراهقة معهم.
"أفيخاى أدرعى"
يُعد أفيخاى أدرعى المتحدث باسم الجيش الاسرائيلى من أشهر الشخصيات الإسرائيلية التى اشتهرت فى الفترة الأخيرة داخل المجتمع المصرى، فأسلوب أفيخاى يختلف كثيرًا عن صفحة "إسرائيل فى مصر" فهو يتحدث باللغة العامية المصرية؛ كى يكون قريباً من الشباب المصرى، وتطور الأمر كثيراً بعد أن أصبح أفيخاى يتحدث عن الإسلام بكلمات مثل "جمعة مباركة" وغيرها من الكلمات التى تستفز شعور الشعب المصرى وشبابه حتى أصبح يتبادل معهم التعليقات والألفاظ النابية.
"الرحلات الوهمية"
طريقة جديدة استخدمتها إسرائيل لجذب انتباه الشباب المصرى، فعلى صفحة سفارة إسرائيل الرسمية سألت السفارة فى منشور لها الشباب المصرى قائلة "دعنا نتخيل أنها حقيقة فهل ستشارك فى رحلة إلى إسرائيل أم لا"، وظهرت المفاجأة حين أبدى بعض المصريين استعدادهم للسفر إلى إسرائيل، بينما قام البعض الآخر بعمل تعليقات بشتائم لإسرائيل.
"فرص العمل"
وعقب الظروف الاقتصادية السيئة التى لحقت بالبلاد مؤخرًا عقب ثورتى 25 يناير و30 يونيو، بادرت إسرائيل على بعض صفحاتها بالحديث عن فرص عمل داخل إسرائيل للشباب المصرى العاطل بمبالغ كثيرة جدًا.
"الهجرة"
حلمًا ظل يشغل بال عدد من الشباب المصرى، حتى إن بعض المواطنون الذين قرروا أخذ الجنسية الإسرائيلية لأسباب لم يعلنوا عنها، كانت أبرزهم سيدة مصرية تدعى شيرين سمير حسن، والذى قامت حكومة محلب بإسقاط الجنسية عنها.
"استخدام رمز الفن"
استغلت الصفحات الإسرائيلية حب الشعب المصرى للفن وقامت بنشر منشورات تحتوى على أغنيات لرموز فنية لدى مصر والوطن العربى، حتى أن صفحة "إسرائيل فى مصر" قامت بنشر أغنية "ست الحبايب" فى عيد الأم الذى كان منذ أيام ماضية على الصفحة.