يُعد المجتمع المصرى من أكثر المجتمعات حفاظًا على العادات والتقاليد، حيث أنه يحافظ على تلك العادات والتقاليد وكأنها مقدسات لا يجب المساس بها، إلا أن بعض الأشخاص طبقًا للمتغيرات التى شهدها العصر الحالى تأثروا كثيرًا بالثقافات الغربية وبدأوا فى تقليد بعضها فى مصر، متحدين بذلك الثوابت التى حافظ عليها الشعب المصرى منذ سنوات عديدة، وهناك بعض الأيام التى أخذها الشباب المصرى من الدول الغربية وحاولوا تطبيقها فى مصر، لعل أبرزها "يوم الحضن"، لينتفض المواطنون المصريون فور سماعهم هذه الأنباء ضد من يريدون تطبيقه.
وحذر اللواء أحمد مصطفى شاهين مدير الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار من مثل هذه الدعوات، مؤكدًا أن من يشارك فى هذه الأحداث سيتم القبض عليه؛ لأن هذه الدعوات لم تتفق مع التقاليد المصرية، ولم يكن "يوم الحضن" هو فقط الذى أراد الشباب تقليده فى مصر بعد أن استمدوه من الغرب، فسبقه عدة أيام.
"يوم القبلات العالمى"
يوافق يوم 6 يوليو من كل عام يوم القبلة العالمى، وتحتفل به الكثير من دول العالم وتقام المهرجانات له، بل والمسابقات أيضًا، فيخرج فى هذا اليوم من كل دولة صاحب أطول قبلة وصاحب أجمل قبلة وغيرها، سرعان ما امتد الأمر إلى الشباب الفتيات المراهقين فى مصر، فأعلنوا استعدادهم لتنظيم "يوم القبلة المصرى"، لعل أبرزه ما حاول طلاب جامعة القاهرة تنظيمه فى الجامعة نفسها، وقامت قوات الشرطة بعدها بالقبض على منظميه.
"اليوم العالمى لخلع حمالات الصدر"
رغم أن هذا اليوم هو يوم للتضامن مع مرضى سرطان الثدى إلا أن بعض الفتيات اتبعته من منطق التحرر، فهذا اليوم يوافق 13 أكتوبر من كل عام، للتضامن مع مريضات سرطان الثدى اللاتى لم يتمكن من الخروج بحمالات الصدر بعد أن تم استئصال الثدى، وعلى الفور دعت بعض "الفيمنست" لتنظيم يوم مماثل له، ما قوبل بالهجوم ضد منظميه فى مصر.
"اليوم العالمى لخلع البناطيل"
يوم تحتفل به دول كثيرة فى العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة ولندن، حيث بدأ فى عام 2001 فى نيويورك ثم انتقل بعد ذلك إلى 60 دولة أخرى، ويحتفل المنظمون لهذا الحدث بخلع البناطيل فى محطات المترو والأماكن العامة ممسكين بكتابًا يقرأونه أو أى شيئًا آخر، وسخر المصريين حينها على مواقع التواصل الاجتماعى من هذا اليوم، فى حين رآه بعض الشباب والفتيات المتأثرين بالعادات الغربية أن هذا هو حق لمن يريد تنفيذه.
"يوم الحضن العالمى"
دعا عدد من الشباب والفتيات منذ اليومين الماضيين إلى تنظيم يوم للحضن العالمى فى الغردقة، حيث يقوم كل شاب وفتاة باحتضان بعضهم البعض كنوع من التعبير عن الحب، ما قوبل من المواطنين بالرفض التام وخرجت شرطة السياحة لتحذر أنها ستقوم بالقبض على من ينفذ ذلك.
وفى هذا الشأن تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع إن الشباب الذين يدعون لذلك فى غفلة مما يحدث فى العالم، فلن يوجد أحد فى العالم يقلد على سبيل المثال الأعياد المصرية، إلا أن الشباب المصرى يريدون تقليد الغرب فى كل شئ تقليدًا أعمى، فرغم أن الشباب يعلم أن هذا المجتمع محافظ على العادات والتقاليد إلا أنه يلعب على وتر معاكس لهذه العادات، ويدعو لتنظيم أيام خادشة للحياء.
وحذرت خضر من انزلاق مصر فى مهاترات مثل يوم الحضن ويوم القبلات، فهى نقاشات فارغة لا طائل من ورائها، كما دعت أولياء أمور هؤلاء الشباب إلى توعية أبنائهم بضرورة عدم فعل ذلك والالتزام بالعادات والتقاليد المصرية والمحافظة على دينهم، مؤكدة أن هذا من شأنه أن يحدث خلل فى المجتمعات.