يحدث أن يكون الفيلم مُستوحى من الواقع، ويحدث كذلك أن يُذكرنا الواقع بأحداث رأيناها فى فيلم ما، فكما قال شكسبير "الحياة ما هى إلا مسرح كبير"، فما تابعناه من تفاصيل كثيرة أمس واليوم عن اختطاف الطائرة المصرية يُذكرنا بفيلم "الإرهاب والكباب"، فأحمد (عادل إمام)، إن عدنا بالذاكرة للوراء ولتفاصيل الفيلم سنجد أنه بينه وبين سيف الدين مصطفى، خاطف الطائرة المصرية، الكثير من الشبه، نرصد أهمها فى هذا الموضوع.
السياسة .. التكهن الأول لأى حادثة
بمجرد توارد خبر اختطاف الطائرة المصرية، كانت التكهنات الأولى هى أن الخاطف يفعل ذلك لأسباب سياسية بالتأكيد، فعدم وضوح الدوافع أو المطالب فى البداية مع ضخامة الحدث، وانتشار خبر بطلبه اللجوء السياسى لقبرص، جعل الكثيرون يعتقدون أن سبب ما فعله هو سياسياً فى المقام الأول، حتى جاءت التصريحات بأنه يريد إيصال رسالة لطليقته لتنفى كونه إرهابياً، مثلما وجد عادل إمام نفسه أمام قضية أكبر منه، مُتهم بالإرهاب، والسطو المسلح على مجمع التحرير فى الفيلم، حتى أن الحكومة كانوا يلقبونه طوال الفيلم بـ "الإرهابى".
المطالب الغريبة بين الكباب والرسالة ..
لم يمر الكثير من الوقت ليكشف سيف الدين مصطفى عن دوافعه فيما يفعل، ليصدم مطلبه بإيصال رسالة لطليقته الكثيرين، مما أثار سخرية المصريين على مواقع التواصل الاجتماعى، مدشنين هاشتاج: "عشانك ياسارة خطفت طيارة". وعندما تحدث وزير الداخلية (كمال الشناوى) للبطل فى الفيلم ليسأله عن مطالبه، احتار كثيراً وتلعثم، ثم سأل المحتجزين عن إن كانوا جوعى، ثم طلب من الداخلية وجبة "كباب"، لتتصاعد الهتافات: "الكباب الكباب، يا نخلى عيشتكوا هباب!"، ثم بعد ذلك طلبت إحدى السيدات المحتجزات نوع معين من الأدوية، فطلبها لها البطل، مما أثار تعجب وحيرة الداخلية.
العته .. صفة أُطلقت على كليهما
"شوفت الإرهابى المعتوه؟" كان هذا أحد الأسئلة التى وجهها أحد الصحفيين لعادل إمام فى الفيلم عقب خروج جميع المحتجزين من المبنى، وهى نفس الصفة التى وصف بها البعض خاطف الطائرة المصرية، فصرح أحد جيرانه فى مداخلة هاتفية مع برنامج "90 دقيقة"، أنه مريض نفسياً قائلاً: "هو تعبان فى مخه شوية وظروفه منيلة بستين نيلة".
الإفراج عن سجينات وإقالة الوزارة .. التطور الطبيعى للمطالب
عندما وجد أحمد أن الأحداث تكبر وتخرج عن سيطرته فى الفيلم، وأنهم يصفونه بالمختل عقلياً فى وسائل الإعلام، ولابد أن يتقدم بمطالب تليق بأهمية الحدث، فما كان منه إلا أن طلب إقالة الوزارة، كذلك تواردت الكثير من الأخبار بأن خاطف الطائرة قدم قائمة بأسماء 63 مسجونة، وطلب خروجهن من السجن، هذا كان ما صرحت به مضيفة مصر للطيران، ياسمين سبل، والتى كانت على متن الطائرة، فى مداخلة هاتفية لقناة "سكاى نيوز عربية".
"السيلفى" والتضامن ..
بعض المحتجزين فى مجمع التحرير كانوا متضامنين ومتعاطفين مع إمام فى الفيلم كـ "يسرا" و"أشرف عبدالباقى"، و"أحمد راتب"، فساعدوه ولم يكونوا خائفين منه، كذلك فوجىء الجميع بصورة سيلفى غريبة من نوعها، التقطها شاب إيطالى كان محتجزاً فى الطائرة مع سيف الدين مصطفى، والتى تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعى، وكان يقف فيها الإيطالى مبتسماً، إلى جانب الخاطف.