المهازل التى تحدث فى التعليم كثيرة، فيومياً نسمع عن العديد من الانتهاكات، التى تنم عن كارثة كبيرة فى المنظومة بأكملها .. من ضرب مبرح قد يؤدى لعاهات مستديمة، إلى تحرش، إلى سب المدرسين للتلاميذ، ناهيك عن زيادة المصروفات، والمناهج العقيمة، وآخرها كانت الصورة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعى، لاستغلال المدرسة للطلاب، بقيامهم بتنظيفها، مما أثارت الكثير من الجدل .. وهنا نستعرض أبرز المشاهد الثابتة والتى تتكرر دوماً فى المدارس دون تقديم أى حلول.
استغلال المدرسة للطلاب بتنظيفها .. وأشياء أخرى
واقعة تكشف عن قصور فى فهم حقوق ومهام الطلاب فى المدارس، فالصورة التى تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعى .. لاستغلال مدرسة البساتين الابتدائية فى مركز سنورس الابتدائية .. لمسح السلالم، بدلاً من أن يتلقوا التعليم، أصبحوا يقومون بمسح السلالم وتنظيفها، وتم انتداب لجنة للتحقيق فى الواقعة، وتحديد المسؤولين عنها، ومعاقبتهم.
وقبلها بأيام قليلة، الاحد الماضى، اشتكى أحد المواطنين من قيام مدرسة الشهيد خالد الطوخى، باستغلال المدرسة للطالب فى تنظيف فناء المدرسة وجمع القمامة منه، ونقل الكراسى وأنابيب الغاز.
وفى شهر ديسمبر الماضى .. اشتكى أولياء الأمور من إجبار أبنائهم على جمع القمامة من الفصول فى مدرسة "طويحر" الابتدائية.
ضرب المدرسين للتلاميذ ..
بسبب الفهم الخاطىء لدور المدرس، وبسبب عدم الإعاد الجيد للمدرسين تربوياً، نتفاجىء كل يوم بالانتهاكات التى يقوم بها المدرسين تجاه الطلاب، من السب، للإهانة، للضرب المبرح .. وكان آخرها ما وقع بالأمس، من ضرب مُدرسة لطالب وإصابته بإصابات بالغة .. عندما رفض "سبها له"، وذلك فى مدرسة بدر فى المقطم. ولأن وقائع الضرب كثيرة وتتكرر يومياً، تجمهر أولياء الأمور أمس، أمام مدرسة "رياض الصالحين" اعتراضاً على ضرب المدرسين لأولادهم، وفى البحيرة قام مدرس بضرب تلميذ على وجهه بالخرطوم.
حالات التسمم ..
الكثير والكثير من حالات تسمم التلاميذ تحدث فى المدارس، وترجع المشكلة بالأساس لانتشار الباعة الجائلين بالمدرسة، وكذلك لقيام العاملين بالمدرسة ببيع السندوتشات دون أية رقابة، كان آخر هذه الحوادث، تسمم 15 طالبة من مدرستى "الطود" والقلعاية" الابتدائية والإعدادية المشتركة، لتناولهم سندوتشات من أحد العاملين بالمدرسة .. وتم وقف 11 مسؤولاً فى المدرستين لحين انتهاء التحقيقات.
حوادث الحافلات المدرسية ..
أصبحت الأمهات يودعن أولادهن أثناء ذهابهن للمدرسة، ولا يعلمن ما يمكن أن يصيبهم، فحوادث الحافلات لا تنتهى، ففى الأسبوع الماضى .. أعلنت "التربية والتعليم" وجود 17 حالة إدمان بين سائقى الحافلات المدرسية من بين 222 سائق تم الكشف عليهم .. فى محافظتى القاهرة والجيزة، مما يعرض التلاميذ للكثير من الحوادث.
وصرحت فى بداية الشهر الجارى، وزيرة التضامن الاجتماعى، غادة والى، بوجود بعض سائقى المدارس عليهم أحكام قضائية، كدهس المواطنين، واتهامهم بشيكات بدون رصيد، وقضايا نصب كثيرة، وسرقة بالإكراه.
سب المدرسين للتلاميذ ..
القاعدة تقول أن المُدرس ينبغى أن يكون قدوة لتلاميذه، فدور المدرسة لا يقل فى أهميته أبداً عن دور المنزل .. ولأن المدارس تعانى من نقص فى الكوادر التعليمية، نجد الكثير من الحوادث التى يقوم فيها المدرسين بسب التلاميذ، والقيام بتصرفات غير لائقة أمامهم، لتنطبق عليهم مقولة "حاميها .. حراميها". كان من ضمن هذه الحوادث ما وقع فى الشرقية، أكتوبر الماضى، وتحديداً فى منيا القمح، عندما سب أحد المُدرسين طالبة بـ "ألفاظ نابية" وتعدى عليها بالضرب .. فتقدمت الطالبة ببلاغ، وتم تحرير محضر بالواقعة.
التحرش ..
حوادث التحرش لم تقتصر على الشارع والأماكن العامة والمواصلات فقط، بل انتشرت الكارثة وامتدت وتوغلت حتى طالت المدارس .. والمتهمين بالقيام بالتحرش كُثُر ابتداءاً من مُدرسين غير أسوياء نفسياً، حتى الطلاب، وانتهاءاً بالعاملين فى المدرسة .. وكان آخرها ما حدث فى الدقهلية، فى معهد أبو قراميط الابتدائى الأزهرى، من اغتصاب أحد العاملين لطفلة، 6 سنوات، فى المعهد .. ولم يحدث شىء سوى أنهم قاموا بنقل العامل إلى مكان آخر. مما دفع الجمعية القانونية لحقوق الطفل والأسرة بالاستغاثة بشيخ الأزهر، للتدخل ووقف هذا العامل لحين انتهاء التحقيق.
زيادة المصروفات سنوياً ..
رغم كل كوارث التعليم، وحوادثه المتكررة، ومناهجه "العقيمة"، ورغم كل ذلك مصروفاته تقصم ظهور الطلاب، فنتيجة لمهازل التعليم الحكومى، اتجهت الأسر لإدخال أولادها للمدارس الخاصة .. التى تزداد مصروفاتها سنوياً عن العام الذى يسبقه، دون وجود أى رقابة.