مشهد يومى ثابت فى أى شارع بريطانى، فبينما يتناقص بائعى الحليب يوماً بعد يوم، ولكنهم مازالوا موجودين، فيخرجون عند بزوغ الفجر لتسليم زجاجات الحليب الطازجة، للناس على عتبة بيوتهم، حتى جاءت ثورة "السوبر ماركت" لتقضى على هذه العادة.
نيل جارنر، والذى يعمل كبائع للحليب فى شركة "Milk&More" للديليفرى، والذى يعمل يومياً فى ولاية واتفورد، شمال لندن، فيعمل كبائع للحليب منذ أكثر من 21 سنة، تم تتويجه، السنة الماضية، بلقب "بائع حليب هذا العام".
الرجل الذى يبلغ 57 سنة، يقوم فى جوف الليل لتسليم اللبن فى القرى والمدن، منذ عام 1994، ليضعها على عتبة الباب، حتى عندما يستيقظ الناس فى الصباح، يبدأون فى الإفطار.
"فى هذه الأيام .. نبيع الكثير من الأشياء الأخرى للناس" هذا ما صرح به جارنر لوكالة فرانس برس.
إنها ليست فقط وجبة الإفطار التى يقدمها جارنر، كأكياس الشاى، والخبز، والزبدة، والبيض، ولحم الخنزير، بل يقومون ببيع المربى، وعصير التوت البرى، وأغذية الحيوانات، والبطاطا، وورق التواليت.
وفى عام 1980، 89% من الحليب فى بريطانيا، تم تسليمه حتى عتبة الباب، وفقاً لرابطة تجارة الألبان فى المملكة المتحدة، ثم انخفض هذا الرقم إلى 30 % فى عام 1990، بازدهار "السوبر ماركت"، وفى عام 2015، 2.8% فقط من الحليب، يتم توصيلها حتى باب المنزل.
يعمل جارنر لـ 6 أيام فى الأسبوع، فيحمل صناديق تحتوى على 20 زجاجة من الحليب، ويبدأ رحلته فى البرد القارس، منذ الثانية صباحاً، فيشق طريقه فى الشوارع الضيقة، وفى الظلام الدامس، متحدياً الأحوال الجوية السيئة، ليسلم زجاجات اللبن، فيترك له العملاء بعض الملاحظات، ولكن الآن كل هذا يحدث اونلاين، وقال جارنر، أن "التسهيلات الاونلاين جذبت الكثير من الشباب، ويتابع متحدثاً عن مميزات مهنة "بائع اللبن"، فيقول: ""السر يكمن فى دقة المواعيد .. فالناس كانوا مطمئنين أنه يومياً وكل صباح سيجدون اللبن فى انتظارهم".