ينشأ ليجد أحد السندين أو كليهما ليس موجوداً، يشعر أنه مختلف عن أقرانه من نفس السن، تميزه بمسحة من الحزن فى عينيه، وصمت يلازمه .. فاليتيم، والذى يحل عيده علينا، غداً .. ويكرر الناس على مسامعه كلمة "اليتيم"، فينعتونه بها مراراً وتكراراً فى مواقف مختلفة بعبارات من قبيل: "ياعينى .. ده يتيم"، سألنا الدكتورة هبة العيسوى، أستاذ الطب النفسى، بطب عين شمس، عن تأثير هذه "الكلمة" عليه، وعلى نفسيته.
تمييز سلبى ..
تؤكد "العيسوى" أن اليتيم يشعر دوماً أنه مختلفاً عن أقرانه، فيشعر دوماً أنا الناس يميزونه، ولكنه تمييز سلبى، بأنه ينقصه شيئاً ما بخلاف أصدقائه وزملائه.
شعور بالنقص ..
شعوره بأنه مختلفاً عن نظرائه، يولد لديه شعوراً بالنقص، فمن حوله لديهم أباء، إلا هو .. مما يزيد الإحساس بالنقص لديه.
يشعر بأنه مُثير للشفقة ..
لأن الفرق كبير بين التعاطف، والشفقة .. فتجد الكثير من الناس عند تعاملهم مع الطفل اليتيم، يغمرونه بنظرات الشفقة .. والأفضل أن يشعر بتعاطفهم معه .. فالشفقة تجعل الشخص يشعر بأنه أقل من غيره، ولكن التعاطف يُشعره بأن له مميزات كغيره، ولكنه فى موقف يستدعى التعاطف فقط.
حالة من التخبط ..
يسأل اليتيم والذى يقطن فى إحدى دور الأيتام، دوماً نفسه، خاصة فى مرحلة الطفولة (من 10 إلى 13 سنة)، هل أنا توفى أبائى .. أم أننى لقيطاً ؟ .. وهذه الأسئلة تُدخله فى حالة نفسية، وجسدية، ومرضية .. يشوبها الكثير من القلق والتوتر.
وتقدم الدكتورة هبة العيسوى، مجموعة من النصائح .. والتى يجب على الناس اتباعها عند التعامل مع طفل يتيم، فتؤكد على ضرورة معاملته كطفل طبيعى، دون أن يشعر بأنه مختلفاً عن أصدقائه، والتركيز طوال الوقت عن مميزاته .. كما أنها تقترح على المدرسة ألا تُخبر الزملاء وحتى المدرسين، أنه يقطن فى إحدى دور الأيتام .. حتى لا تجرح كرامته. كما أنها انتقدت أن يذهب الناس للاحتفال مع اليتامى ليوم واحد .. ثم يتركونهم طوال العام، مؤكدة أنه يجب أن يتم الاحتفال بيوم اليتيم طوال السنة، وأن يكون هذا الاحتفال فى أماكن مفتوحة، وليس فى دور الأيتام.