يتحدث المبدعون دائمًا عن العلاقة بين القهوة والإلهام، ولكن الإلهام الذى تمنحه فناجين القهوة للشابة السعودية "لميس ويانى" مختلف تمامًا، فهى بالنسبة لها ليست جرعة من مشروب منبه يوقظ حواسها إنما مساحة خالية تستفز رغبتها فى الإبداع، وتتخيل على الفور شكل هذا الفنجان حين تضع لمساتها عليه بحرفية شديدة وكأنها تمسك ريشة أو بوصة وتخط بها على لوحة بيضاء.
بالخط العربى وبحرفية شديدة وضعت "لميس" بصمتها على العشرات من فناجين القهوة التى سرعان ما انتشرت على موقع "انستجرام" وخطفت أنظار آلاف المعجبين، حتى أنها نفسها تقول "مصدومة إن هوايتى كنت مستصغراها جدًا ولقيت الناس معجبين بيها".
وتحكى "لميس" لـ"انفراد" "أحب الرسم من سنوات، وأحب القهوة بالطبع، ولكننى عرفت فن الرسم على القهوة للمرة الأولى قبل عامين تقريبًا من خلال صور على الإنترنت، وقتها انبهرت وبدأت أبحث عن الطريقة وأطبق فى البيت دون أية أدوات سوى عود خشبى وصوص الشوكولاتة".
المحاولات الأولى دون ماكينة للقهوة وأخرى لصنع رغوة الحليب لم تكن مرضية تمامًا بالنسبة للميس إلا أن تشجيع أقاربها ومتابعيها من الأصدقاء دفعها إلى الاستمرار، ثم تطوير نفسها وشراء ماكينتى القهوة والرغوة وتحمست للفكرة كهواية تقضى بها وقت فراغها الضئيل جدًا أثناء دراستها للطب.
وتضيف "لميس" "لسنة كاملة ظل الموضوع مجرد هواية، حتى فترة قريبة كانت أمى تقرأ خبرًا بمجلة عن رسام على القهوة ونادتنى وقالت لى "شوفى كيف فنان" قلت لها أنا كمان فنانة أعرف أرسم على القهوة وقررت أطور نفسى وأكون باريستا فى أحد الأيام.
وبالفعل رسمت إحدى شخصيات فيلم inside out على القهوة وعرضتها على صديقاتى فى "سناب شات" وأعجبتهم ونصحونى بنشرها على انستجرام، ونشرتها رغم إنى لم أكن راضية عنها وفوجئت بأنها أعجبت الكثيرين وجذبت مئات المتابعين فقررت وقتها أن أخذ الموضوع بجدية وأطور نفسى".
بعد هذه الرسمة التى لم تكن فى رأيها جيدة بما يكفى لكنها كانت مرحلة فارقة بالنسبة لها، ففكرت "لميس" فى فكرة مبتكرة لتطوير نفسها وفكرت فى الخط العربى، وتقول لـ"انفراد" "لا أجيد الخط العربى لكنى من محبيه، ففكرت أن أتعامل معه كرسمة، وفعلاً قلدت عبارة بالخط العربى على القهوة وفوجئت بالنتيجة وفوجئت أيضًا بكم المعجبين بها، وطورت نفسى تدريجيًا وبدأت أستخدم ألوان الكيك لإضفاء لون على الكتابة والرسم".
هذا النجاح حول الرسم على القهوة من مجرد هواية بالنسبة لها إلى واحد من أحلامها، وتقول "أنا بدرس الطب البشرى لكن واحد من أحلامى إنى أكون باريستا، حتى فى مقابلة الكلية لما انسألت لو بإمكانك تختارى وظيفة غير إنك تكونى دكتورة ايش تختارى، قلت اتمنى اكون باريستا".