"ليتنا أنا وأنت جئنا العالم قبل اختراع التلفزيون والسينما لنعرف هل هذا حب حقًا أم أننا نتقمص ما نراه؟" مشكلة أشار إليها الدكتور أحمد خالد توفيق في إحدى قصاصاته الصغيرة التى سبق عصر هيمنة "السوشيال ميديا" التى حولت عالم العلاقات العاطفية الخاص جدًا إلى بث مباشر طوال الوقت على الإنترنت فيسرق الرضا من العلاقات البسيطة الصادقة، ويبث أفكارًا مغلوطة طوال الوقت عن العلاقات تعتمد على وجهة نظر أصحابها بعيدًا عن التخصص.
الحب في زمن "السوشيال ميديا" أصعب كثيرًا منه في زمن الكوليرا ربما، فالأزمات والمخاطر التي يواجهها الحب هذه المرة ليست واضحة ولا معروفة بل تتسلل إلى العلاقات وتنخر في أساسها حتى ينهار كل شيء فجأة ولتجنب الوقوع في هذا الفخ ينبغي أن ننتبه إلى ما تسرقه منا مواقع التواصل الاجتماعي في علاقة الحب، ونكون أكثر حذرًا بشأن ما نعلنه عن علاقتنا عبرها، ونعرف كيف نتجنب الخيانة عبر فيسبوك التي بات الكثيرون يتورطون بها دون حتى أن يدركوا ذلك.
حاجات ما تكتبهاش عن حياتك العاطفية على "فيسبوك".. للمشاركة حدود
سواء كنت واحدًا من مهووسي مواقع التواصل الاجتماعي ومدمنى المشاركة عبره، حين يتعلق الأمر بعلاقة حبك يجب أن تدرك أن "للمشاركة حدود"، ويجب أن تقاوم إغراء التفاعلات الافتراضية معك وعداد "اللايك" و"الشير" الذى تتغير أرقامه سريعًا قبل أن تنشر أي تدوينة من الأنواع التالية:
• لا يجب في أي حال من الأحوال أن تنشر صورًا لشريكك دون إذنه، مهما كان هدفك منها ومهما رأيت أن الصورة طريفة أو لطيفة. هذه قاعدة أساسية في إتيكيت استخدام "فيسبوك" لكن يجب أن نحرص عليها بدرجة أقوى حين يتعلق الأمر بعلاقة حبك.
• لا يجب أن تنشر أي مزحة عن أوجه قصور في شريكك، مهما بدا ذلك لطيفًا فعلى سبيل المثال لا تسخر من عدم إجادة زوجتك للطبخ أو عدم قدرة زوجك على إصلاح الأعطال المنزلية مثلاً فلن يكون شعورًا محببًا أبدًا أن يجد كل أصدقائك وأصدقائه يعرفون بعيوبه.
• تجنب تمامًا الشكوى من سلوك سيء لشريكك من خلال مواقع التواصل، حتى لو فعلت ذلك بطريقة التدوينات "الموجهة" الشهيرة، ومن الأفضل أن تواجه شريكك بهذا السلوك المزعج لك بدلاً من أن تهرب بشكواك لمواقع التواصل.
• لا تكتب أية مشاركات بها تلميحات عن العلاقة الخاصة بينكما إذا كنتما زوجين، فقد يسعد هذا الشريك لكن مثل هذه المشاركات مكانها المحادثات الخاصة وليس العامة خاصة إذا كان لديكما أطفال.
• لا تنشر أية تعليقات حتى لو هجومية عن شريكك السابق، فبالتأكيد سينزعج شريكك لإدراك أنك لا تزال تفكر في الشريك السابق حتى لو كنت تهاجمه أو تنتقده، فأي حديث عنه يعني أنك لم تتعافى بعد من العلاقة السابقة.
• لا تستخدم فيسبوك أبدًا كبديل للتواصل الحقيقي مع شريكك، كأن تستخدمه لتذكيره بأشياء تريدها منه أو تخبره بأي شيء يمكن أن تستخدم الهاتف لتخبره به أو حتى تحدثه وجهًا لوجه.
• لا تلمح بأي شكل من الأشكال عبر "فيسبوك" إلى المشاكل بينكما سواء من خلال التدوينات "الموجهة" أو إعادة نشر أي محتوى يحمل إشارة للخلافات بينكما، فهذا من جهة يفتح بابًا لتدخلات الآخرين وأحيانًا بابا للخيانة، ومن جهة أخرى ينسف خصوصية العلاقة بينكما تمامًا.