"دا مش خيانة على فكرة دي مجرد صداقة" العبارة التي تستخدم كمسكن للضمائر من أجل تحسين شكل الخيانة في عيون مرتكبيها، خاصة الخيانة الإلكترونية التي تتطور بسرعة وبشكل غريب وتقود نحو خيانة من شكل آخر قد لا يدرك حتى المتورطين بها أنها كذلك لأنها بعيدة عن الاتصال الجسدي.
ولأن الخيانة الإلكترونية كثيرًا ما يتورط بها هؤلاء الذين يرددون أنه "أنا مش ممكن أعمل كده أنا مش ممكن أخون" فإنها تكون أكثر خطورة، وتقول الأخصائية الاجتماعية "هند مرزوق" أن أهم ما يجنبنا الخيانة الإلكترونية هو أن ندرك في الأساس الشعرة بين الصداقات العادية والخيانة، وتقول "المعيار الأصدق في هذه الحالة هو أن نفكر هل ما يدور بيننا وبين هذا الشخص على الإنترنت هو شيء عادي يمكنني التكلم عنه بوضوح وصراحة تامة مع شريكي؟ هذا هو المعيار الأكثر وضوحًا في ما يتعلق بمعرفة حدود العلاقات مع أصدقاء "فيسبوك" وكذلك حدود الحديث معهم والموضوعات التى نتطرق إليها معهم.
وتضيف "ما يفعله البعض بالتجسس على الطرف الآخر وتبادل كلمات السر مع بعضهم البعض لا يجدى شيئًا في التصدى للخيانة، وإنما يتسبب في زيادة الفجوة بينهما وانعدام الثقة بين الطرفين وهو آخر ما نريده في العلاقة".
وتنصح الأخصائية الاجتماعية كذلك بضرورة الحديث بوضوح بين الطرفين حول الحدود التى يريدانها في العلاقات عبر "فيسبوك" ليلتزم بها الطرفان ولا يكون هناك مجال للخلط أو الوقوع في الأخطاء دون الانتباه لها.
في المقابل، يجب أن ينتبه الشريك لعلامات تورط الطرف الآخر في الخيانة عبر الإنترنت، والتي تكون أبرزها الغموض الشديد والمتزايد بشأن نشاطه على الإنترنت، والمبالغة في اختيار كلمات السر والحماية لهاتفه وحسابه على الكمبيوتر، بالإضافة إلى اكتشاف أكثر من حساب على مواقع التواصل الاجتماعى بشكل سري، إلى جانب تغير طبيعته في العلاقة مع شريكه، إما بالإهمال الزائد أو الاهتمام المبالغ فيه.