سيدة متزوجة عن قصة حب، كاتبة وصحفية ناجحة، لديها من مقومات السعادة ما يجعل الآخرين يحسدونها على ذلك .. لكن الغريب أنها ليست بسعيدة .. لكنها لم تستسلم ككثيرات للحياة التى تشعر أنها لا تستحقها .
مازالت إليزابيث جيلبرت، الكاتبة الأمريكية، بقصتها وسيرتها الذاتية التى وثقتها فى كتابها "Eat pray love"، والفيلم الذى يحمل نفس الإسم وقامت ببطولته، جوليا روبرتس، من أكثر السير الذاتية المُلهمة، ففيها من الدروس الكثير والذى يمكننا الخروج به منها.
من حقك تدورى على سعادتك .. حتى لو حياتك "تبدو" للبعض مثالية
كانت "ليز" تستلقى على الأرض باكية كل يوم، ولا تعرف سبباً وجيهاً لتعاستها.. كل ما تعرفه يقيناً أنها بالفعل تعيسة .. رغم أن حياتها فى نظر الكثيرين كانت مليئة بأسباب البهجة والسعادة، فهل استسلمت ؟ .. حاولت بكل السبل لإعادة الشغف والبهجة إلى حياتها.. حتى وإن كان هذا سيقتضى التخلى عن كل شىء، والسير فى طريق المجهول لاستعادة سعادتها الداخلية .
الحياة قصيرة .. فاقتنصيها
تقول إليزابيث جيلبرت فى كتابها: "مع مرور الأعوام، دفعنى إحساسى المفرط بمرور الوقت إلى عيش الحياة بالسرعة القصوى. إن كنت هنا فى زيارة قصيرة، على القيام بكل ما هو ممكن الآن". فأدركت منذ صغرها، وهى مازالت فى العاشرة من عمرها، أن الحياة لن تنتظرنا إن لم نقم نحن بعيشها بالطريقة المثلى، ولأنها علمت ذلك علم اليقين، سافرت، كتبت، تعرفت على أناس جدد، تخلت عن كل ما يقف عائقاً أمام سعادتها.
أحلام غيرك .. ممكن تكون كابوسك
ليس بالضرورة أبداً أن تحلمى كما يحلم الكثيرون، ليس بالضرورة أبداً أنه لأن كل الفتيات يحلمن بالزوج والإنجاب أن تكونى مثلهم، حلقى بعيداً واسعى إلى ما تحلمين به بكل ما أوتيتِ من قوة. "ليز" خلال زواجها وجدت أنها لا تريد إنجاب أطفالاً، رغم اتفاقهما هى وزوجها على الاستقرار وإنجاب الأطفال مما قادها للشعور بالكثير من الذنب تجاهه .. ولأنها لم تشعر برغبة فى ذلك أبداً ولأنها صادقة مع نفسها لحد كبير، توصلت إلى هذا القرار الذى لم يكن سهلاً أبداً: "لا أريد أن أكون متزوجة بعد الآن".
صاحبى نفسك .. وساعديها
فى رحلة اكتشافها لذاتها، وبحثها عن سعادتها، والمحاولة باستماتة للخروج من مستنقع الاكتئاب الذى وقعت فيه، وإحساسها الدائم بالوحدة .. تمكنت "ليز" أن تجد "ونسها" بطريقتها الخاصة. فتحكى أنها ذات ليلة .. أثناء شعورها بالاكتئاب، أمسكت دفترها الخاص، وبدأت تكتب إلى نفسها.
مما ساعد كثيراً على تحسين حالتها .. فبالكتابة والبوح لنفسها، استطاعت أن تتجاوز أزمتها فتقول: "فظهر من داخلى وجود أصبح مألوفاً لدى الآن، وأعطانى جميع التأكيدات التى تمنيت دوماً لو أن شخصاً آخر يقولها لى حين أكون مضطربة، وهذا ما وجدت نفسى أكتبه لنفسى على الصفحة: أنا هنا. وأنا أحبك. لا آبه إن أردت البقاء مستيقظة تبكين طوال الليل، سوف أبقى إلى جانبك".
متستنيش حد ينقذك ..
"لم ينقذنى أمير .. بل كنت أنا مديرة عملية إنقاذى"
هذه الكلمات تلخص ما فعلته إليزابيث جيلبرت لإنقاذ حياتها من البؤس والتعاسة، فلم تنتظر أحداً لينقذها .. ولم تعتمد على الآخرين لانتشالها مما كانت فيه، فقط كانت صادقة مع نفسها، واتبعت حدسها، وقامت بتجربة كل ما يمكن تجربته فقط لتشعر بالسعادة.
سافرى .. صلِ .. ولا تنسِ نصيبك من الحب
وجدت ليز سعادتها بعد قيامها بثلاث رحلات ابتغت فيها اكتشاف ذاتها، وخلق سعادتها بطريقتها الخاصة، سافرت فقابلت مُلهمين كُثر، اهتمت بالجانب الروحى كى تجد سكينتها .. وعندما وجدت نفسها .. فى النهاية وجدت الحب.