على الرغم من أنه يشكو دائمًا حظه التعس الذى يصل إلى حد "النحس"، ورغم أنه لم يجرب يومًا أن يكون زوجًا وأبًا، إلا أنه على الصعيد العاطفى محظوظ للغاية.
وبعيدًا عن أنه فتى أحلام فتيات جيل كامل، عاش "رفعت إسماعيل" قصة حب يحسده عليها الكثيرون مع "ماجى ماكيلوب" الحسناء الاسكتلندية التى "تمشى على العشب دون أن ينثنى منه عودًا".
قصة الحب هذه التى استمرت "للأبد.. وحتى تحترق النجوم"، رغم المسافات بينهما وحتى رغم رحيل "رفعت" نفسه، لم تتوج بالزواج لخوف "ماجى" تارة من الاقتراب أكثر لأنها تؤمن بأن "ما يجعل القمر جميلاً هو كونه بعيدًا، فلو دنونا منه لوجدناه مليئًا بالحفر والتجاعيد كوجه مجدور"، وقالت لرفعت فى إحدى أعداد سلسلة ما وراء الطبيعة إنه يحبها لأنه لا يعرف عيوبها، ولكنها لن تدعه يقترب إلى حد رؤيتها.
فى المقابل، كان رفعت يرى أنه لن يمكنهما الزواج لأن "ماجى قد تحولت بالفعل إلى معنى.. مصدر لغوى.. أكثر من كونها مجرد فتاة أحببتها.. وأنا أعرف جيداً لماذا لم أتزوجها حتى الآن .. لأن الإنسان لا يستطيع أن يتزوج مصدراً لغوياً أو معنى مطلقاً .. هل سمعت عن شخص - مهما كان أحمق - تزوج من العدالة أو الحرية أو المروءة؟".
هذا الوفاء الساحر من رفعت لماجى لسنوات طويلة من الحب الذى لا يطمع فى أكثر منه، وفى أكثر من أن يعرف أنها هناك فى مكان ما بالعالم، كان أحد أسباب جاذبيته للفتيات اللائى وجدن فيه فارسًا مثاليًا، ولكن هذا الوفاء لا يرجع فقط لنبل "رفعت" وإنما ما يراه فى ماجى من صفات.. فكيف هى فتاة أحلام رفعت؟
"أسطورتها ..أنها تتبدل فى كل ثانية كالشلال"
لم يعرف الملل طريقًا إلى رفعت طالما كان بصحبة ماجى، التى كان يراها فى كل لحظة امرأة جديدة، حتى أنه فى إحدى مغامراته معها، تحديدًا فى "أسطورة وحش البحيرة" قال "فى ضوء النار تبينت بوضوح ما اقترفته السنون من جرائم فى حق هذا الوجه. وجهها. لم تعد نضرة ولم تعد صافية لقد صارت واحدة أخرى لكنها ظلت رائعة برغم كل شيء.
لم أكن فى حاجة إلى جهد كثير كى أقع فى غرامها من جديد، سيكون هذا هو الحب الثانى فى حياتى أولاً احببت فتاة رقيقة هشة اسمها ماجى ثم الآن سأحب امرأة ناضجة منكهة اسمها أيضًا ماجى ولن تتهمنى إحداهما بأننى أخونها مع الأخرى".
"أسطورتها ..أنها تثق بى"
حين تعرضت ماجى للخطر، طارت فورًا إلى مصر تبحث عن فارسها، العجوز رفعت لأنها تؤمن بأن "المرأة تحب رجلها ليس لأنه أقوى الرجال ولا أوسمهم ولا أغناهم ، بل لأنه هو .. هل تفهم هذا ؟لأنه هو بضعفه وقوته .. بهزاله وربوه وضيق شرايينه التاجية".
وفى مصر، شعر رفعت بوضوح أنها تثق به، فيقول فى "أسطورتها" :"لم أستطع أن أصارحها بأننى أشكر الظروف التى جعلتنى ملاذها الأوحد فى العالم .. للمرة الأولى تحتاج إلى (ماجى) بقدر ما احتجت إليها طيلة حياتى".
"أسطورتها ..أنها أذكى النساء"
لم تكن ماجى ذكية فقط على الصعيد المهنى والعملى، كباحثة وفتاة مثقفة، لكنها أيضًا سريعة البديهة وتتمتع بذكاء فطرى، حين مازحهها رفعت وهى إلى جواره فى السيارة وسألته "فيم تفكر" فرد "أفكر فى أنه لا يفصلنى عن السعادة سوى اثنين وثلاثين سنتيمترًا"، مدت يدها وقاست المسافة الفاصلة بينهما وغمغمت "بل أربعين سنتيمترًا.. إن حساباتك خاطئة دومًا"، انبهر رفعت وقال لنفسه "هكذا فهمت دعابتى وردت عليها بهذه السرعة النووية.. يا ملاكى الصغير".
"أسطورتها ..أنها لا تشيخ أبدًا"
رغم سنوات عمرها التى تخطت الأربعين ورغم ما حفره الزمن على ملامحها من أثر، يؤمن رفعت بأنها "لا تشيخ أبدًا" ويقول "كأنما خلقت من فورها.. إنها تملك الجديد دائمًا"، ويراها دائمًا تلك "رقيقة هشة تستطيع أن تسير فوق العشب دون أن تثنى منه عودًا، عيناها زرقاوتان صريحتان وبريئتان وشعرها ذهبى ثائر".
"أسطورتها.. أنها استعمرت وجدانى دون مشاة و لا مدافع أسطول"
يقول رفعت "لقد أفسدت (ماجى) حياتى تماما.. صورتها تطاردنى كلما بدأت مشروع زواج أو خطبة.. وكنت أحاول أن أتحرر من إسارها لكنها كانت تملك كل حواسى وأفكارى..
عندها كان كل شئ يتحطم..أجرؤ على القول إن (ماجى) سبب سخريتى اللاذعة وسرعة مللى.. لأننى لا أجد ذكاءها وتجددها فى الكون من حولى.. إن (ماجى) هى سبب كآبتى وتوحدى.. وسبب شرودى وتوترى..
كان علماء النفس يقولون دوما إن ارتباط الطفل الزائد بأمه، يسبب فشله فى أى علاقات مع الجنس الآخر حين يكبر.. وقد كانت (ماجى) أما لى.. أما وأختا وصديقة وحبيبة.. وغدا من المستحيلات أن أجد سواها.. لأنه لا توجد سوى واحدة فقط..إن (ماجى) هى الداء والدواء معا".
"أسطورتها ..أنها تملك مفاتيح روحى"
يشعر رفعت تجاه "ماجى" بـ "خليط من مشاعر العاشق المتيم، والطفل نحو أمه، والتلميذ نحو معلمته"، ويقول إنها "المرأة الوحيدة التى لا أخفى ضعفى أمامها .. بل لربما أظهره أكثر لأنعم بحنان الأمومه الدافق".
"أسطورتها أنها ..هى"
يعشق رفعت ماجى لأنها أبدًا لم تحاول أن تكون أخرى، لأنها هى وفقط، يراها "الأم الأبدية.. والصديقة الأبدية.. و الأخت الأبدية".