"بيت الرعب" لعبة شهيرة فى أى ملاهى ندخلها لإفراغ شحنة صراخ وإدرنالين تفرزه الوجوه الشاحبة، العربة السريعة والظلام الدامس الذى لا يعطى مجالاً لمن يمر بهذه الرحلة للتفكير فيمن وقف خلف هذا الرعب المصنع، من الذى سهر مفكرًا لابتكار كل وسائل الرعب، وتجريبها على من حوله للوصول لأقصى قدر ممكن من التخويف، "شريف بدران" هو من اختار الرعب مهنة، وتخصص فى تصميم بيوت الرعب فى مدن الألعاب، وشغل تفكيره بابتكار كل ما هو مرعب وفقاً لتغيير جرعة الرعب بالنسبة للأطفال والكبار.
بدأت قصته مع التخويف بمقطع فيديو أجنبى على الإنترنت لوجوه مرعبة كثيرة، فقرر أن يكون "الرعب تخصصه"، وعلى الرغم من أن بيت الرعب فى كل حديقة ملاهى يوجد له أكثر من صانع فى تخصصات متعددة، إلا أن شريف هو المصمم الوحيد فى مصر الذى يصنع غرف الرعب من الألف للياء، فبدءأ من عجينة الطين الذى يصنع منها تلك الأشكال و"الاسطمبات" والفايبر والقالب مرورًا بالشبابيك التى تُفتح وتُغلق ميكانيكيًا داخل الغرفة، والكاوتش الذى يضربك عند دخولك الغرفة وحتى الأصوات المرعبة التى تسمعها، كل هذا يصنعه فقط دون أن يساعده أحد فى ذلك، بل وحتى العربات التى تسير داخل الغرف.
"قريت الميكانيكا على النت وفهمتها عشان أعرف أعمل الهيكل العظمى اللى يميل عليك والغوريلا الضخمة"، هكذا بدأ شريف حديثه لـ"انفراد" قائلا: "بعد طريق من المعاناة والمثابرة تمكنت من تحويل الأشكال المرعبة لحقيقة يعيشها من قرر زيارة "بيت الرعب".
ويتابع: "أقوم بنحت الوجه الذى أريده ومن ثم عمل "اسطامبة" من مادة "الفايبر جلاس"؛ لأستطيع من بعدها عمل أشكال كثيرة من نفس الشكل الذى صنعته".
وعن أغرب الأشكال التى صممها والتى كانت مرعبة لدرجة كبيرة يقول شريف: "عملت دكتور قاعد بيشرح مريض قدامه على الطربيزة، وراجل قاعد على كرسى إعدام وديناصور من فصيلة آكلى اللحوم وآخر من فصيلة آكلى العشب".
وبضيف شريف عن فكرة الشباك داخل غرف الرعب أنه استمدها من حركة إبرة مكنة الخياطة، التى تتحرك لأسفل وأعلى، فعمل الشباك يتحرك حركة ماكينة الخياطة نفسها لكن بالعرض، ولم يكن صناعة هذه الوجوه بسهولة، رغم أنه يستطيع أن يصنع تمثال رعب فى يوم واحد فقط، إلا أنه يؤكد أن تكلفة أقل تمثال ربع مليون جنيه.
ويعد شريف بدران الوحيد فى العالم الذى استطاع أن يصمم الجماجم الكبيرة فى واجهة بيت الرعب، حيث تُعد صناعتها أمرا شاقا جدًا، كما أنه يصنع غرفة العربة بأكملها دون مساعدة أحد، وهذا ما جعل عدد من الدول على رأسها السودان والسعودية تتعاقد معه لعمل بيوت رعب مماثلة.
ورغم تصنيعه فى البداية لهذه الوجوه المرعبة فى منزله قبل أن يمتلك قطعة الأرض التى خصصها لنحت هذه التماثيل، إلا أنه يؤكد أن أبناءه لم توجد فى قلبهم ذرة واحدة من الخوف رغم امتلاء المنزل بهذه الوجوه، بل يفرحون عندما يُصنعها.