على الرغم من تأكيده على أن "الذى ينبض داخل قميصى هو رجل شرقى خارج من علبة الظلام"، إلا إن "غسان كنفانى" على عكس أى رجل شرقى كان يعترف بوضوح وصدق شديدين بمشاعره، بضعفه قبل قوته، وباحتياجه الشديد لحبيبته "الشقية الذكية" "غادة السمان".
فى الرسائل المنشورة من غسان كنفانى إلى غادة، تعرف كل امرأة وجهًا جديدًا لحب الرجل، بعيدًا عن التظاهر الطفولى بالقوة، والكبرياء الكاذبة، والمكابرة الشديدة فى الاعتراف بالاحتياج والضعف، لذا تحمل رسائله اعترافات عدة من عاشق تتمنى كل امرأة لو أن حبيبها يعترف ببساطة بها.
تتمنى لو أنه، كغسان، يكف عن المكابرة ويعترف بصدق عن ما يشعر به، مهما بدا أمامها ضعيفًا وعاريًا، وتحلم لو يفهم كم يمكن لاعترافٍ كهذا أن يطمئنها..
"ولكننى أغفر لك، مثلما فعلت و أفعل وسأظل أفعل. أغفر لك لأنك عندى أكثر من أنا وأكثر من أى شيء أخر، لأننى ببساطة " أريدك و أحبك و لا استطيع تعويضك " لأننى أبكى كطفل حين تقولين ذلك، وأحس بدموعى تمطر فى أحشائى، وأعرف أننى أخيرًا مطوق بك، بالدفء و الشوق وأننى بدونك لا أستحق نفسى..وأعرفُ أيضًا أن حُبَكِ يستحقُ أن يعيشَ الإنسانُ له".
"كنت أعرف فى أعماقى أننى لا أستحقك، ليس لأننى لا أستطيع أن أعطيكِ حبات عينيّ ولكن لأننى لن أستطيع الاحتفاظ بكِ إلى الأبد".
"إننى أقول لك كل شىء لأننى أفتقدك، لأننى أكثر من ذلك (تعبت من الوقوف) بدونك".
"فى أعماقى أعرف أننى حين أراكِ سأتكوم أمامك مثل قط أليف يرتعش من الخوف.. فلماذا أنت معى هكذا ؟ أنت تعرفين أننى أتعذب وإننى لا أعرف ماذا أريد. تعرفين إننى أغار، وأحترق وأشتهى وأتعذب. تعرفين إننى حائر وإننى غارق فى ألف شوكة برية.. تعرفين.. ورغم ذلك فأنت فوق ذلك كله، تحوليننى أحيانًا إلى مجرد تافه آخر".
"ولكننى متأكد من شىء واحد على الأقل، هو قيمتك عندى..أنا لم أفقد صوابى بك بعد، ولذلك فأنا الذى أعرف كم أنت أذكى وأنبل وأجمل. لقد كنتِ فى بدنى طوال الوقت، فى شفتى، فى عينى وفى رأسى. كنتِ عذابى وشوقى والشىء الرائع الذى يتذكره الإنسان كى يعيش ويعود"
"أنا لا أحبّكِ فقط؛ ولكنّنى أؤمن بكِ ؛ مثلما كان الفارس الجاهلى يؤمن بكأس النهاية يشربهُ وهو ينزِف حياته ! أؤمن بكِ كما يؤمن الأصيل بالوطن والتقيّ بالله، والصوفيّ بالغيب، لا كما يؤمن الرّجل بالمرأة..!"
"إننى أعود إليك مثلما يعود اليتيم إلى ملجأه الوحيد، و سأظل أعود: أعطيكِ رأسى المبتل لتجففيه بعد أن اختار الشقى أن يسير تحت المزاريب".
"لن أنسى. كلا. فأنا ببساطة أقول لك: لم أعرف أحدا فى حياتى مثلك، أبدًا أبدًا. لم أقترب من أحد كما اقتربت منك أبدًا أبدًا ولذلك لن أنساك، لا...إنك شيء نادر فى حياتى. بدأت معك ويبدو لى أننى سأنتهى معك".
"دونك أنا فى عبث. أعترف لك مثلما يعترف المحكوم أخيرًا بجريمة لم يرتكبها وهو فى طوق المشنقة، كى يبرر لنفسه نهاية لا يريدها".
"أنا أيتها الشقية أعرف أننى أحبك وأعرف أننى إذا فقدتك فقدت أثمن ما لدى وإلى الأبد..