سخرية وتشويه واتهامات تلتصق بالسيدات دون وجه حق، المحجبات منهم وغير المحجبات، هذا ما حدث خلال الأعوام الماضية بشكل بات يُشعر السيدات أنهن مضطهدات دائمًا مهما فعلن، حيث انتشرت عدة حملات تحمل من العنصرية ما يكفى لجعل المرأة المحجبة لا تحترم حجابها ولا تحافظ عليه، والمرأة غير المحجبة بأنها منحلة دائمًا وتواجه اتهامات لا تطاق فى شرفها وسمعتها، فإذا ارتدت المرأة الحجاب أو لم ترتديه لن تستطع الإفلات من حملات السخرية والتشويه المتعمد عن قصد من أصحابه.
"النقاب والانتقادات التى وجهت له"
ولم تسلم المنتقبات من جملة الانتقادات التى أصبحت توجه لجميع السيدات على حد سواء، حيث واجه البعض خلال الفترات الماضية النقاب والمنتقبات مواجهة شديدة بعدة طرق حتى أن أزمة النقاب باتت فى الآنة الأخيرة تمثل أزمة مجتمعية ملحة نتيجة الحملات التى خرجت ضدها، فالدكتورة آمنة نصير عضو مجلس النواب كانت قد خرجت بتصريح من أيام ماضية قالت فيه بأن النقاب ليس من الشريعة الإسلامية وإنما هو فريضة يهودية فُرضت على اليهوديات منذ فترة كبيرة.
ولم يمضِ أيام على هذا التصريح إلا وخرجت مبادرة "امنعوا النقاب" والتى طالبت بمنع ارتداء النقاب فى المؤسسات العامة بتشريع من مجلس النواب، وكان الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة قد منع ارتداء النقاب فى الجامعة وفى قصر العينى منذ ما يقارب شهرين.
"الهجوم على المحجبات"
وهناك هجوم حادًا وتمييزًا طال السيدات المحجبات، حيث تم منعهن من دخول بعض الأماكن المختلفة، فعلى سبيل المثال تم منع السيدات المحجبات من دخول بعض صالونات التجميل الكبيرة، كما تم منعهن من دخول بعض الشواطئ والفنادق الكبرى بسبب ملابسهن غير اللائقة على حد وصف القائمون على تلك الشواطئ والفنادق، ولم يتوقف الهجوم ضد المحجبات على منعهن من دخول بعض الأماكن فقط، بل إن هناك أحاديث نُشرت على موقع "فيس بوك" كانت تهين المرأة المحجبة بالقول بأن رائحتها قبيحة وأنها تثير القرف لديهم عندما ينظرون إليها.
ولم يكتفِ المواطنون بممارسة التمييز ضد المرأة بهذا الشكل، بل إن بعض الشباب ينتقدون المرأة المحجبة متهمينها بزيها الضيق على جسدها والذى يثير الشباب ويدفعهم للتحرش، فإذا ارتدت المرأة الحجاب أو لم ترتديه تعرضت للهجوم، وكان احدى المولات الشهيرة فى 6 أكتوبر قد منع دخول السيدات بالعبايات تلك المول.
"الهجوم ضد المرأة غيرالمحجبة"
يعيبون كثيرًا فى سمعة وأخلاق المرأة غير المحجبة، فيتهمونها بأخلاقها غير الجيدة نظرًا لعدم ارتدائها الحجاب، بل وأن الشباب فى أوقات كثيرة يبررون التحرش الذى تتعرض له المرأة غير المحجبة، ولم تسلم المرأة غير المحجبة من حديث الشيوخ عليها بل أن هناك بعض الشيوخ الذين يرون غير المحجبة كافرة ويدعون لها بالهدايا.
حملات كثير ظهرت لمهاجمة الفتيات غير المحجبات على مواقع التواصل الاجتماعى، لعل من أبرزها حملة "احتشموا" التى تدعو الفتيات غير المحجبات بالاحتشام، وحملة "حجابى سر عفتى" والتى يُنتقد من خلالها غير المحجبات بصورة باتت مقززة.
علم الاجتماع يؤكد "ظاهرة خطيرة"
وبخصوص هذا الشأن قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، أن هذه الانتقادات التى تواجه المرأة المحجبة وغير المحجبة لم تخص طرفًا فيهم دون آخر، بل أن جميعها تعد هجومًا على المرأة ككل، وهذه ظاهرة مجتمعية خطيرة تهدد كل السيدات المصريات.
وأضافت خضر لـ"انفراد" أنه يجب على كل امرأة مصرية سواء محجبة أو غير محجبة أن تقاطع كل حملات التمييز ضد المرأة، فإذا اجتمعت كل السيدات على مقاطعة المكان الذى يمنع دخول المحجبات أو غير المحجبات سيُجبر هذا المكان على تغيير سياسته العنصرية، مؤكدة أن ارتداء الحجاب أو عدم ارتدائه هو حرية شخصية للنساء كافة ولا يجوز لأحد المساس بها.