يأتى للحياة ثم يحدث أن يفقد السند، يشعر أنه وحيداً فى الدنيا بلا ملاذ .. ثم ينطفىء بريق عينيه ويحل محلها لمعة خفيفة من الحزن .. ورغم ظروفه القاسية، ورغم أن رعاية اليتيم لها أجرها العظيم، ورغم أسماء دور الأيتام التى يُطلقونها على أنفسهم، كالرحمة، كالحنان، إلا أنك ستجد أن هذه الأسماء لا صلة بها بالواقع .. فالواقع أبشع من أن يتخيله بشر، حوادث كثيرة تم انتهاك آدمية الأيتام فيها، كان آخرها ما حدث فى دار "القسوة" والتى أطلقت على نفسها "الحنان" من تعذيب للأطفال، وحرمانهم من الطعام، ولكن الوقائع كثيرة نستعرضها فى هذا التقرير.
دار الحنان ..
طفل يتيم يُضرب ضرب مبرح وبـ "قسوة" شديدة، ومن مَن؟ من مسؤول دار أيتام "الحنان" فى السويس، المسؤول عن أخذ حق الطفل حين يقع عليه أى اعتداء .. هذا ما تم تداوله فى فيديو عبر مواقع وسائل التواصل الاجتماعى، ونتيجة للضغط تم التحقيق فى الواقعة، وتحرك محافظ السويس، وقامت وزيرة التضامن الاجتماعى بعزل مدير الدار وتعيين آخر بدلاً منه.
دار الرحمة ..
اتخذت هذه الدار إسم "الرحمة" من المفترض لإيصال رسالة بأن الإنسانية هى أساس التعامل فى هذه الدار .. وهو ما كان مغايراً للواقع .. فدار الرحمة لا رحمة بها، يعتدى فيها الكبير على الصغير، دون أن تحرك الدار ساكناً، فما حدث أنه فى شهر يناير بالعام الماضى، كشف المجلس القومى للأمومة والطفولة عن تقرير أقل ما يوصف به أنه "كارثى" عن تعرض الأطفال الصغار فى هذه الدار إلى الاغتصاب من هؤلاء اللذين يكبرونهم، وهذا بعلم الدار، وكالعادة تحرك المسؤولون بعد وقوع الكارثة، فصرحت وزيرة التضامن الاجتماعى أن هذا التقرير حققت فيه الوزارة سابقاً واتخذت عدد من الإجراءات، فتم عزل مدير الدار، وحبس الشابين المعتدين جنسياً على الصغار.
دار أهالينا ..
أكثر ما يفتقده الطفل اليتيم هو "الأهل" .. لذلك اختارت دار أيتام "أهالينا" فى الجيزة هذا الإسم، ورغم أن وظيفة الأهل هى التربية، والمرقبة، وتقديم العطف والمساندة للأطفال إلا أن الواقع غير ذلك تماماً، ففى شهر يناير الماضى، تم الكشف عن انتهاكات عديدة لهذه الدار يتعرض لها الأطفال وتم تداولها فى وسائل الإعلام، وذلك عبر تسجيل صوتى على "يوتيوب" كشف عن هذه الانتهاكات، وتعددت الانتهاكات بين الضرب، والطعام الغير آدمى، وعدم وجود حراسة مشددة لحماية الأطفال من الهروب ومن التشرد ومن هذا العالم الخارجى، كل هذه انتهاكات إن أعتبر مسؤولو الدار هؤلاء الأطفال أنهم أولادهم حقاً، ربما تغير الوضع كثيراً.
دار أولادى ..
تتشابه الوقائع والانتهاكات .. كما تتشابه الأسماء، فرغم أنهم يُطلقون على الأطفال أنهم "أولادهم" .. إلا أن هذه الدار والتى هى فى المعادى، تم الكشف فى عام 2013 عن الكثير من الجرائم التى تُرتكب فيها ضد الأطفال، وذلك فى فيديو نُشر على يوتيوب تحكى فيه إحدى المتطوعات فى الدار عن هذه الانتهاكات من أغذية منتهية الصلاحية، مستوى متدنى للصحة للأطفال حتى إن تعرضوا لمرض مُعدى لا يتم علاجه، طعام غير آدمى، مكان غير نظيف، ضرب وتعذيب، وسبق فى عام 2010، كان هناك واقعة شهيرة لنفس الدار، فقامت مشرفتان بتعذيب 6 أطفال ولسعهم، وعندما تم إحالتهم إلى النيابة .. اعترفتا بالواقعة.