بعد مرور أكثر من تسعين عام مازالت عشرينيات القرن الماضى علامة فارقة فى تاريخ عالم الموضة والأزياء. ومن المعروف أن الموضة انعكاس للمجتمع فكما قالت كوكو شانيل: "الموضة ليست فى الفساتين فقط الموضة فى السماء فى الشارع فى طريقة لبسنا وما يحدث حولنا فكل هذه الأشياء تعطى الأفكار للموضة حتى تطور".
تعتبر فترة العشرينيات من القرن الماضى فترة تحول كبيرة فى المجتمع بشكل عام حيث تغيرت المجتمعات بعد الحرب العالمية الأولى فى كل المجالات فى التكنولوجيا والصناعات وحتى فى التقاليد والعادات فظهرت الطائرات التى تنقل الناس فى غضون ساعات بدلًا من أسابيع وأصبحت السيارات تنقل الناس بين المدن المختلفة. ثم جاءت الأزياء لتعكس كل هذا التطور بخطوات غيرت فى تاريخ الموضة
ظهر فى عشرينيات القرن الماضى تطور رهيب فى مجال قبعات الرأس فظهرت بأشكال مختلفة ومتنوعة وكانت ترتديها كل النساء وأضفت عليهم أناقة ورقى من نوع خاص فجاءت كبيرة الحجم ومتوسطة وصغيرة لتناسب جميع الأذواق فنادرًا ما كنت تجد امرأة فى تلك المرحلة لا ترتدى قبعة.
كما انتشرت موضة المعاطف الشتوية مع بداية العشرينيات والتى مازالت موجودة بشكل أو بآخر بنفس الأشكال فى أسابيع الموضة الحالية مع تطور بسيط وكان يضاف عليها الفرو الخفيف.
كانت حمالات الصدر فى ذلك الوقت تهدف إلى تسطيح شكل الصدر وليس تعزيزه وتكبيرة كالوقت الحالى ولكنها كانت البداية لظهورها بشكل عصرى.
كذلك كان غريب على النساء أن يتحررن من الشعر الطويل ويبدأن فى قص شعرهن وظهرت موضة الشعر القصير وانتشرت بشكل كبير وواسع فكانت قصات الشعر القصيرة تقتصر قبل ذلك الوقت على العمات كبار السن أو الأرامل.
شهدت الفساتين فى تلك الفترة طفرة وتطور كبير وكانت المحطة الأولى لبدايات الموضة الحالية فظهرت القصات البسيطة المتحررة والقصيرة وتجردت المرأة من الملابس كبيرة الحجم المرهقة وظهرت ملابس السهرة بأشكالها المعاصرة الراقية.
ظهر المكياج تقريبًا بنفس الموضة الحالية الرموش الطويلة الكثيفة الشفاه الغليظة مع أحمر الشفاه الداكن أما الاكسسوارات فكانت الضخمة التى تتميز بالرقى والأناقة.