"كلما شعرتى بالحزن فكى شعرك وارقصى" هكذا جعلت مدربة الرقص علا سالم من هذه المقولة شعارًا لها مع مريضات سرطان الثدى؛ كى تعالجهن بمختلف أنواع الرقصات الشرقى والهندى واللاتينى والأفريقى بل والهيب هوب أيضًا، لكنها لم تكن تتوقع تجاوب عدد كبير من مريضات سرطان الثدى مع الدعوة التى أطلقتها وهى "العلاج بالرقص".
بدأت علا سالم تفكر فى تنظيم ورشة مجانية لمريضات السرطان حيث قررت أن تقوم بعمل خيرى عن طريق مهنتها، فأخذت تقرأ أبحاث عن آثار علاج السرطان بالرقص فوجدت أن الرقص يحسن من نفسيتهن ويساعد فى تنشيط الدورة الدموية فى أجسادهن بعد جلسات الكيماوى، وبالفعل قررت دعوتهن عن طريق جمعية خاصة بهن إليها مريضات سرطان الثدى، وبالفعل كانت الاستجابة لهذه الورشة كبيرة جدًا.
تُنشط علا أجسادهن بتمرينات خفيفة فى البداية ومن ثم تبدأ فى تشغيل أنواع الموسيقى المختلفة والرقص عليها، فتقول "الرقص مفيد لكل إنسان وخصوصًا المرضى، وكمان الرقص لمريضات السرطان بينمى احساسهم بالأنوثة وبينشط الدورة الدموية، انا قبل ما اعمل كدا أخدت ملف عن كل حالة من اللى جاية تحضر ورشة الرقص عشان ميبقاش فيه مضاعفات، وكمان باخد بالى فى تدريبهم عشان الإرهاق الزيادة غلط عليهم، بس الفايدة من الرقص كانت كبيرة ومستمرين كل أسبوع برقصة جديدة".
وتقول علا "عشان أشجع كل الستات على مختلف مستوياتهم يجوا منعت أى تصوير حفاظًا على الخصوصية، والمكان كان مغلق عشان كلهم يطمنوا، رقصنا كل الرقصات واتبسطنا ولأول مرة أحس سإنى اتسببت فى سعادة ناس كتير،الرقص بيعالج السرطان".
وتقول "رشا على" إحدى محاربات سرطان الثدى التى حضرت ورشة الرقص "فرحت وحاسة إنى خرجت كل الطاقة السلبية اللى كانت فيا، احنا اتعاملنا مع الرقص أنه علاج عشان جسمنا بعد الكيماوى بيكون مرهق جدًا، رقصنا هندى وصلصة وشرقى، كنا محتاجين نخرج ألم العلاج اللى حاسين بيه، ده غير إننا خسينا".
بينما تقول بسمة إحدى محاربات السرطان أن الرقص يساعد على تحسين حالتهن المزاجية كثيرًا، فالحالة النفسية حينما تصبح جيدة تكون ذات تأثير كبير على صحتهن، كما أن هذه الورشة ضمت السيدات البدينات والنحيفات على حد سواء؛ لأن الرسالة التى كانوا يهدفون إلى الوصول إليها هى التخلص من الطاقة السلبية وألم العلاج الكيماوى، مضيفة "حسينا بعدها اننا اتولدنا من جديد وكنا محتاجين حاجة زى كدا من زمان، تكون محافظة على خصوصيتنا وفى نفس الوقت تفرحنا".