لو كنت واحدًا من جيل روايات الجيب ستعرف بالتأكيد أن قراءة هذه الروايات فى أى وقت متعة، وقراءتها فى أوقات الامتحانات له متعة أخرى، فإلى جانب الاستمتاع بمحتواها المتنوع بين الرعب والرومانسية والإثارة، كان المراهقين يستمتعون بلعبة خاصة يمارسونها من خلال الروايات مع الأهالى، وهى لعبة اقتناص أكبر قدر ممكن من القراءة أثناء المذاكرة.
هذه المتعة الخاصة والفرحة البريئة بالأسرار الصغيرة التى نخفيها كان الجزء الأكبر منها متعلق بمهارة إخفاء الروايات بطريقة ذكية تضمن سهولة الوصول إليها أثناء المذاكرة، وسهولة إخفائها فى حال قاطعت القراءة جولة تفقدية مفاجئة من الأم أو الأب.
وإذا كنت واحدًا من هذا الجيل فبالتأكيد جربت أو على الأقل تعرف واحدًا من هذه المخابئ..
"تحت درج المكتب الأخير"
بعيدًا عن الأماكن الواضحة للعين فى المكتب، كان الطالب يلجأ لمكان من اثنين لإخفاء الروايات التى ساعد حجمها الصغير على سهولة إخفائها، فإما يخفيها تحت الدرج الأخير من المكتب، أو فى المسافة الخالية بين درج المكتب الأول وسطحه.
هذا المخبأ الأمين الذى يضمن للطالب أن يخفى فيه الرواية بأريحية تامة وهو يتظاهر بآداء حركة طبيعية جدًا، ويسحبها منه بسهولة.
"فى قلب الكتاب"
لا يوجد حل أكثر آمنًا لإخفاء الرواية أثناء قرائتها إلا بين صفحات كتاب ضخم تتظاهر بالانهماك فى مراجعته بينما أنت مندمج فى أحداث الرواية، هذه الحيلة التى كان يلجأ إليها غالبًا الطلاب الذين لا يتمتعون بغرفة مذاكرة منفصلة.
"فى أكياس المخدات"
فى أى يوم عادى من الطبيعى أن ترى والدتك تهم بفض أكياس المخدات تمهيدًا لغسلها، ولكن حين تكون هذه المخدات ملغومة بروايات الجيب ستصاب بنوبة فزع أكيدة إن وجدتها على وشك أن تفعل ذلك.
لذلك كان هذا المخبأ المفضل للطلاب يعتبر مخبأ مؤقت، يجب إخلائه قبل يوم الغسيل.
"تحت قاعدة الكرسى"
لا يوجد مكان أكثر أمانًا من كرسيك لإخفاء الرواية فى حالة وصول أى جولة تفقد طارئة، فإن بحثت الأم فى أى مكان حولك عن أى شيء لن تشعر بالقلق أو الاضطراب لأنك تعرف جيدًا أن كنزك الصغير هو بأمان تحت مقعدك.