مراحل وأدوار مختلفة تعاقبت بعضها خلف الآخر لتُبرز دور أمين الشرطة فى السينما المصرية، فى بادئ الأمر كان دور أمين الشرطة فى بعض الأفلام يجذب العديد من الشباب لدخول معهد أمناء الشرطة، ومع تطور الوقت اقتربت السينما المصرية من الواقع وأصبحت تُجسد الدور الحقيقى لأمين الشرطة فى الواقع الذى يرتشى أو يقتل أو يمارس قوته على الناس، وهناك أدوار عدة جسدت دور أمين الشرطة فى السينما المصرية لعل البداية كانت من فيلم "شياطين إلى الأبد" وآخرها فيلم "هى فوضى".
وتكررت حوادث اعتداء أمناء الشرطة فى الآونة الأخيرة على المواطنين، لعل أخرها ما حدث بالأمس وهو اعتداء أمين شرطة فى مدينة الرحاب على بائع شاى وقتله؛ وذلك لعدم رغبته فى دفع ثمن كوب الشاى، ولم يقف عند هذا الحد بل أنه أصاب اثنين أحدهما من المارة، ولذا نستعرض دور أمين الشرطة فى السينما المصرية.
"ما تقولش أمين شرطة اسم الله ولا دبلوماسى"، هكذا غنت السندريلا سعاد حسنى فى أغنيتها الشهيرة "يا واد يا تقيل" حيث عكست الأغنية شخصية أمين الشرطة فى تلك المرحلة والتى كان يتساوى فيها جنبًا إلى جنب مع الدبلوماسى، فتعكس الأغنية ما كان يكنه الشعب من احترام لأمين الشرطة، وتوالت الأفلام التى جسدت دور أمين الشرطة بعد ذلك فى أدار عدة، لتصوره من الشخص المكافح الذى يؤدى عمله على أكمل وجه إلى الشخص المرتشى المتحرش.
"فيلم شياطين إلى الأبد"
كان أولى الأفلام التى تناولت شخصية أمين الشرطة فى السينما المصرية، فلم تظهره أنه مرتشى أو قاتل، بل أظهرته فى دور الشخص الجاد الذى يتفانى فى أداء عمله كى يُتممه على أكمل وجه، حيث كانت قصة الفيلم تروى قصة شابان يتقدمان لخطبة فتاتين لكن والدهما ذو الشخصية العسكرية والذى كان يعمل "شاويش" لم يرض بهما وطلب منهما الالتحاق بأى كلية عسكرية وبالفعل دخل الشابان معهد أمناء الشرطة باعتباره أقصر الطرق ليصبحوا عسكريين، بعدها يتم اختطاف الأخ الأصغر للفتاتين ومن ثم يمارس الشابان دورهما الأمنى ويقبضان على خاطف الأطفال.
"َضد الحكومة"
ظهر أمينا شرطة بعد حادثة الاتوبيس المدرسى الذى راح ضحيته 20 طفل يتحدثان بعضهم لبعض حيث يطلب الأول من الثانى أن يعطى المحامين نسخة من المحاضر لكنه يرفض، حيث كان هناك خلاف بينهما على المبلغ الذى سيدفعه المحامون وأسر الضحايا كى يحصلوا على المحاضر، وبالفعل يعطى أمين الشرطة الأول مبلغ للثانى كى يستطيع أن يأخذ المحضر.
"حسن طيارة"
بداية "بلطجة" الأمناء كانت فى الموقف الذى دار بين أمين شرطة والفنان خالد النبوى فى فيلم حسن طيارة، فبعد مرور حسن الذى كان يؤدى دوره الفنان خالد النبوى من الطريق أوقفه أمين الشرطة وسحب منه الرخص لعبوره فى شارع كانت قد أغلقته الداخلية لتأمين أحد المسئولين، وفور أن رأى أمين الشرطة بطاقة حسن الذى كُتب بها أنه "محام" زاد من إهانته وقال "ابقى خلى المحاماة تجيبلك الرخص".
"هى فوضى"
يعتبر هذا الفيلم من أكثر الأفلام التى رسخت فى ذهن المصريين لتجسيدها شخصية أمين الشرطة بالشكل الموجود فى الواقع، وجسد هذا الدور الفنان خالد صالح الذى أدى كافة الأدوار التى تحتوى على عنف وقهر واستغلال مهنته لتحقيق مصالح شخصية من الناس، ولم يقف أمين الشرطة فى هذا الفيلم عند هذا الحد فقط، بل أنه مارس الجنس مع فتاة رغمًا عنها، وينتهى الفيلم بثورة كبيرة بسبب تصرفات أمناء الشرطة.
"واحد صفر"
مجموعة من أمناء الشرطة يتحرشون لفظيًا بنيللى كريم التى كانت تهرب منهم سريعًا لتختبئ كما لو أنها تهرب من بلطجية وليس أفراد شرطة، فمن المفترض أن يكون أمناء الشرطة هم من يدافعون عنها وليس من يتحرشون بها، ويعكس هذا الفيلم الرعب الكامن فى نفوس أفراد الشعب من تصرفاتهم.