يعشق الأطفال الرحلات بوجه عام، فتحضير "الشنطة"، و"الوجبات الغذائية التى يأخذونها معهم، الملابس التى سيرتدونها، كل هذه أمور كانت ومازالت سبباً فى سعادة أى طفل، ولكن تظل أول رحلة ذهبنا إليها فى الطفولة بكل تفاصيلها، عالقة فى ذاكرتنا، بمواقفها، وذكرياتها، وكل أحداثها، ولأننا دوماً ما نحن لكل ما هو "ماضى" سألنا الشباب عن ذكرياتهم مع أول رحلة مدرسية.
تتذكر نورا أول رحلاتها المدرسية فتقول ضاحكة: "عامة ماكنتش بطلع كتير، بابا كان بيرفض، طلعت مرة فى الاعدادى رحلة للأهرامات وكان بابا هو مدير المدرسة، أفتكر إن وانا نازلة على الطريق الأسفلت الطويل ده اتزحلقت، وقعت بتاع 10 متر دحرجة، أما أول رحلة كانت بجد بالنسبة لى كانت دريم بارك فى تانية جامعة رحلة حاربت علشان أطلعها حرب مريرة مع أهلى، وكان يوم حلو أوى بطريقة وهمية".
ويشترك "محمد" معها فى نفس المكان الذى ذهبت إليه، فيقول أن الرحلة المدرسية الأولى كانت للأهرامات، عندما كان يبلغ من العمر 11 سنة، وأكثر ما يتذكره فى هذه الرحلة أنه تحدث مع الكثير من الأجانب، ويصف شعوره عندما رأى الأهرامات للمرة الأولى قائلاً: "حسيت بانبهار، لما نشوف الحاجة على أرض الواقع، غير اللى بنشوفه فى التليفزيون، ومن كتر انبهارى بالأهرامات كان عندى اعتقاد إن ربنا خلقها كده، محدش بناها".
أما "مروة" فتقول أنها لم تخرج طوال فترة الطفولة سوى لرحلة واحدة، فكان لديها اعتقاد بأن الرحلات دوماً ما يحدث فيها كوارث، فعندما كانت بالمرحلة الإعدادية ذهبت فى رحلة مدرسية للقناطر الخيرية وتتذكر تفاصيلها قائلة: "كنت فى 2 إعدادى، وكانت الرحلة بـ 3 جنيه بس، مكنتش أعرف القناطر دى فين .. بس اللى فاكراه كويس إنها كانت ممتعة جداً لدرجة إنى نفسى أكررها تانى، وفاكرة انبهارى بمتحف الرى والمراكب، وفرحتى لما ركبنا خيل".
"أول رحلة روحتها كانت للإسماعيلية، كنت فى ثانوى، أحلى حاجة كانت فيها المُدرسين اللى معانا وتعاملهم الطيب، والأماكن اللى زرناها هناك مش بنساها أبداً، كانت مدينة رائعة، خصوصاً بحيرة التمساح، كانت جميلة جداً". هذه كانت ذكريات "علا" عن أول رحلة مدرسية.
أما "مصطفى" فكانت رحلته المدرسية الأولى والأخيرة لحديقة الحيوانات فى الجيزة، فيقول: "كل اللى فاكره من الرحلة إنى توهت من زمايلى ومشرفين الرحلة، كنت فى إعدادى، وفضلت واقف فى حديقة الحيوان، وهما ماأخدوش بالهم ومشيوا ونسيونى، من ساعتها وحرمت".