يستيقظ بعد موعده اليومى للاستيقاظ بساعات قليلة شاعراً بالراحة والاسترخاء لتذوقه ساعات اكثر من النوم دون أن يدق المنبه برنته المزعجة التى يستقبلها يومياً بخطوات مرتبكة رتيبة ليتجه لعمله ثم يفتح التلفاز ليجد نفسه أمام اختيارات تقليدية يراها فى ذلك اليوم من كل عام، يوهم نفسه إنه يفضل مشاهداتها كنوع من التجديد أو كسر الحاجز النفسى بين عادات المصريين فى قضاء عطلة يوم تحرير سيناء.
الأفلام الرسمية للاحتفال بالأعياد الوطنية
فى واقع الأمر يرتبط المصريون بعدد من الأفلام السينمائية التى تعتبر من مقدسات الاحتفال بـ "عيد تحرير سيناء، نصر أكتوبر وعيد الجلاء" من أبرز هذه الأفلام "الرصاصة لا تزال فى جيبى، أغنية على الممر، مهمة فى تل أبيب، إعدام ميت، العمر لحظة، أسد سيناء، حائط البطولات، يوم الكرامة".
من يتابع هذه الأفلام سيشعر وكأن الإنتاج السينمائى أنهى علاقته الفنية بحرب أكتوبر وحكايات الحرب والبطولات مع هذه الأفلام، دون أن نرى أى وجه سينمائى جديد يقدم فيلماً عن الحرب، ويوظف بشكل فنى جيد يخدم الفن والظروف السياسية الراهنة، ويخلد ذكرى تحرير سيناء بشكل مختلف وصورة جديدة يرثها الأجيال القادمة، وتستوعبها الأجيال الحالية عندما يشاهدوها بصورهم و ألوانهم و نجومهم المفضلين.
وقالت الناقدة الفنية ماجدة موريس لـ"انفراد" إن السينما المصرية الآن أصبحت مثل الابن الضائع، والجميع تخلوا عنه، وأشارت إلى أن الدولة لا تعتبرف بالفن السينمائى كفن هام لابد أن تكون له ميزانية مخصصة من الدولة، بالإضافة إلى خوف المنتجين من المجازفة بأموالهم فى هذه النوعية من الأفلام التى تحتاج إلى تكاليف إنتاجية عالية جداً، لشراء معدات و أجهزة عسكرية والحصو لعى موافقات من الشئون المعنوية للقوات المسلحة.
وأضافت موريس أن الشئون المعنوية للقوات المسلحة منعت المصورين السينمائيين من التصوير فى بدايات أيام الحرب، بسبب التوقيت المفاجئ للحرب، وبعد انتهاء الحرب كانت مرحبة جداً بالمشاركة فى أى عمل عن الحرب وبطولاتها، لكن التكلفة المالية كان يتحمل المنتجين الجزء الأكبر منها.
وأكدت موريس أنه فى "أيام الرئيس السابق حسنى مبارك تم إيقاف عدد من المشروعات السينمائية التى كتبت من أجل الحرب وبطولاتها، بسبب عدم احتوائها على جزئية "الضربة الجوية" أو وجود إسقاط فى الفيلم يشير إليها"، و أضافت "من أبرز هذه الأعمال، مشروع الراحل أسامة أنور عكاشة، وفيلم اليوم الثامن، وكان يتحدث عن قصة أسر عساف ياجورى أكبر رتبة فى الجيش الإسرائيلى".
و أشارت موريس إلى أن كثير من المشروعات والورق التى كتبت لهذا الصدد انتظرت انتاج تلفزيون الدولة، أو جهاز السينما التابع لمدينة الإنتاج الإعلامى، و أكدت ماجدة موريس أن الأفلام الوطنية تحتاج إلى إرادة شعب، و إنتاج دولة، و إبداع فنى وإذا توافرت هذه العناصر سنجد أعمال سينائية رائعة تجسد بطولات حقيقية من حرب أكتوبر.