عند غروب الشمس يسير عم محمد بحقيبة آلة الساكسفون وحقيبة المناديل باحثاً عن مكان يجلس به على أحد أرصفة حلمية الزيتون ليجلس بين سيارات المارة ثم يفرش المناديل التى يسترزق من بيعها ثم يسند ظهره شارداً بذاكرته فى الماضى ليتذكر أجمل أحداث مرت بحياته ثم يفتح حقيبته ويخرج آلة الساكسفون ليعزف بها فيحول مشاعره إلى ألحان حزينة أو سعيدة وبعدها يتحول الرصيف إلى مسرح موسيقى بسيط.
يقوم عم محمد بدور المايسترو والكورال وفرقة العازفين أيضاً؛ ومع ذلك يجعل المارة يشعرون بأنهم بأحد شوارع أوروبا حيث يعد هذا المشهد من المشاهد المعتادة بالشوارع.
يجعل عم محمد المارة يتوقفون عن السير ليستمعوا لألحانه أو يقوم بعضهم بتسجيل هذه اللحظة بتصويره فيديو بهاتفه المحمول، وفى نهاية اليوم يجمع عم محمد آلته وحقيبته ليعود بهما إلى منزله ومعه برزق يومه الذى تحصل عليه.
يتحدث عم محمد عبد الوهاب البالغ من العمر، 60 عاماً، عن قصته لكاميرا “فيديو 7 قناة انفراد المصورة” قائلاً: “أنا أسمى محمد وشهرتى فى المطرية إللى هى بلدى “محمد بينج” عشان كنت بلعب رياضة كمال أجسام وشهرتى دلوقتى “محمد ساكس” عشان الآلة إللى بلعب عليها وأنا بزمر عليها بقالى 45 سنة من أيام ما كنت شاب صغير وعملت فرق موسيقية كتير وكنت بعزف فى الحفلات والأفراح من حوالى 30 سنة وكنت بسافر دول عربية أعزف هناك وآخرها تونس قعدت فيها فترة ولما رجعت لقيت الدنيا غير الدنيا ولقيت ابنى الشاب توفى وده دمرنى نفسياً وخلانى سيبت المزيكا وربيت دقنى وصفيت الفرقة بتاعتى”.
وأضاف: “اشتغلت بعد كده فى تجارة الخردة لكن ما نسيتش حزنى على ابنى وأصحابى نصحونى وقالولى إن دى مش نهاية العالم وإنى لازم أرجع لحياتى الأولانية وإنى لازم أشتغل وأزمر لنفسى حتى لو هزمر فى الشارع وده إللى أنا عملته فعلا وقعدت فى الشارع أبيع مناديل وأعزف للناس لأن دى مهنتى أنا موسيقى فى الأول وفى الآخر”.
يتحدث محمد عن أمنيته الوحيدة فيقول: “نفسى فى ساكس أمريكانى سعره ما بين 7 لـ8 آلاف جنيه دى لو جت لى هتغير من حياتى كتير أوى وممكن أرجع أحيى حفلات وأبطل أقعد فى الشارع