"نادية" من ست مصرية "شقيانة" إلى تمثال منحوت بكلية فنون جميلة

طين وماء و جبس و جرانيت هى أدوات "كمال فكرى" الشاب الثلاثينى، الذى ولد بداخله عشق الفنون بشكل عام، والرسم والنحت بشكل خاص، كانت دوافعه لتعلم فن الرسم والنحت منذ أن كان فى العاشرة فى عمره، قوية جداً وقادته للبحث عن غايته فى قصور الثقافة و المتاحف حتى وصل إلى سن الحادية عشرة وقرر أن يكون نحات محترف.

وعن حكايات التماثيل والمعاناة التى استطاع النحت أن يعكسها يحكى كمال : "الفنان بشكل عام لا ينفصل عن واقعه، لكنه يعكسه من وجهة نظره، و كان نفسى أظهر حالة معينة من " نادية " التى تعمل موديل بكلية الفنون الجميلة .

وهى معاناة الست المصرية وحالتها التى تعيشها، ولذلك طلبت منها أن تجلس بهذا الشكل و تحنى ظهرها بهذه الطريقة، وترتدى هذه الملابس مع مراعاة قوانين الكتلة والفراغ، والظل والضوء، حتى تخرج حالة كاملة تعبر عن معاناة حقيقية"، و أضاف "النوع ده من التماثيل من أهم أنواع الفن الواقعى، لأنه معتمد على وجود موديلز حقيقية وانا بنحتها بالحالة اللى أنا عاوزها و عاوز أبين تفاصيلها وجمالها، و أخد وقت من أسبوعين لـ 3 أسابيع لحد ما خلص".

واستكمالاً لسلسلة المعاناة التى يعكسها كمال من خلال تماثيله قال"معاناة العمال كانت بتشغلنى جداً، وقررت إن ألبس شخص عفريتة بجد، عشان أوضح فكرة وقف الحال اللى بيعشها كتير من العمال، والانتظار اللى العمال بيعيشوا فيه عشان لقمة العيش اللى مش بتيجى ".

وعن حال الفنون التشكيلية قال كمال "الناس فى مصر معندهاش أى وعى بالفنون التشكيلية، واحنا محتاجين ندرس الفنون التشكيلية لأولادنا فى المدارس، عشان يفهموا اللى بيشوفوه.

هناك فجوة حقيقية بين الفنانين التشكيلين وبين الناس، الناس بتفتكر إن النحات اللى مش بيعمل تمثال لشخصية حقيقية موجودة وعارفينها، يبقى بيعمل أى حاجة ، بالرغم من إن الشغل المودرن مبنى على أساس علمى"، و أضاف "فى رحلة تكريم ليا فى روما، زرت ورشة عمل وشفت إن الأطفال 5 و 6 سنين متجاوبين مع فن النحت ومعايا جداً".

هذه كانت حكاية كمال مع نادية التى تحولت من موديل تعمل بكلية فنون جميلة، إلى تمثال يعكس معاناة حية لغيرها من النساء التى شبهتهن فى ملامحها و تفاصيلها و معاناتها.