فى العشرينيات السن التى يصفونها بـ"ربيع العمر" هناك من يخضن معارك أكبر من أعمارهن، وجدن أنفسهن فى ظروف استثنائية، وبينما تحلم بعض الفتيات بفارس الأحلام وتبحث عن الشخص المثالى الذى تتزوجه يبحثن هن عن مخرج من القفص المظلم الذى وقعن فيه ويسمونه "عش الزوجية".
تجارب مؤلمة كثيرة تعيشها الفتيات، بعضهن يرضين بما قسم لهن ويخضعن لتهديدات المجتمع ويتراجعن عن الطلاق أمام فزاعة "لقب مطلقة" وبعضهن يقررن أن يحصلن على حريتهن مهما كان الثمن.
من قلب هؤلاء المطلقات العشرينيات نحدثك عما لا تعرفه عن المشاعر المتضاربة بين الفرحة بحياة جديدة ظفرن بها بعد الطلاق، واليأس من الفرحة بعد أن جربن مرة وفشلن، وبين الشعور بالظلم من الزوج السابق والظروف والحياة وبين الشعور الفوز لأنهن نجحن فى استعادة حريتهن..
"الطلاق عجزنى بدري.. بس زاد جمالى الداخلى"
بهدوء وشجاعة شديدة تحدثت "زينب" لـ"انفراد" عن تجربتها مع الطلاق فى سن العشرين "أنا اتطلقت صغيرة فى العشرينات.. كانت معركة بينى وجميع من حولى، الطلاق فى الريف عار، وليس سهلا أبدا أن يوافق الأهل على طلب ابنتهم الطلاق، لى صديقة انتحرت بعد أن طلبت الطلاق ورفض أهلها وأجبروها على العودة لزوجها.
عندما تطلقت ظللت حبيسة المنزل عامين لا أخطو فيهم عتبة الباب، قاطعنى الجميع، وأقاربى بعد ذلك إذا ما رأونى فى مناسبة سعيدة كخطوبة أو زفاف تشاءموا منى ومن وجودى.
كنت صغيرة نعم وبدون أطفال، والجميع حولى كان ينصحنى بسرعة الزواج ثانية لأحمى نفسى من أقاويل الناس، حتى إنه قبل أن أحصل على ورقة الطلاق الرسمية بشهر كانوا يجلبون لى العرسان، لكنى رفضت وظللت على موقفى حتى هذه اللحظة، فالطلاق وتجربة الزواج الفاشلة تركت بداخلى جروح لم تلتئم بعد رغم مرور عدة سنوات على طلاقى، أشعر بأننى أخذت نصيبى فى الحياة وانتهيت.
الطلاق أعجزنى باكرا، رغم هذا زادنى شبابا وجمالا ونورا داخليا! رغم كل ما أمر به كمطلقة فى مصر وفى مجتمع ريفى لكنى لم أندم لحظة واحدة على طلبى الطلاق.
لقد ولدت من جديد حقا بعد طلاقى، وعشت حياتى، عشتها فعلا، صحيح أحيانا أشعر بالوحدة أفتقد الحب والحميمية كأى امرأة طبيعية لكنها لحظات وتمضى وسهل التغلب عليها وإشغال النفس عنها.
فأن أكون مطلقة أرحم لى من العيش مع رجل يعتدى على بالضرب ولايحترم كينونتى وإنسانيتى".
"كل الناس حواليا.. بس لوحدى وتعبت من كلام الناس"
بدون اسم قررت أخرى أن تحكى تجربتها عبر إحدى صفحات المشاكل الاجتماعية على "فيسبوك" وكتبت "أنا مطلقة وعندى 22سنة. مشكلتى إنى بقيت لوحدى خلاص، أمى وأبويا آه معايا، ربنا يخليهم، بس أنا حاسة إنى لوحدى مع إنى بشتغل وبدرس كمان بس الناس ما بتسبنيش فى حالى.
أنا بجد تعبت من كلام الناس إنه إزاى بعد كام شهر جواز تتطلق. محدش عارف ولا حاسس بالعذاب اللى كنت عايشة فيه. نفسى أخرج من الحالة دى بس جالى يأس إنى عمرى ما حعرف أعيش حياتى تانى، وحاسة إن حياتى انتهت واتدمرت خلاص".
"حاسة بالظلم.. الطلاق قرارى بس الجواز ما كانش قرارى"
بقهر مشوب بالغضب حكت "سارة" لـ"انفراد" تجربتها وقالت "اتطلقت وأنا عندى 21 سنة، فى الوقت اللى اصحابى فيهم كلهم بيستعدوا لفرحهم وبيبدأوا حياتهم كنت أنا بنهى الحياة اللى اتفرضت عليا لأن أهلى جوزونى وأنا عمرى 18 سنة.
ماحدش غصبنى على الجواز زى ما الأفلام بتجيب يعنى، لكن أقنعونى بمحاولات كتيرة وأنا ماكانتش شخصيتى قوية ووافقت.
لما اتطلقت كنت بعيط ماعرفش من الفرحة لإنى هخلص من الكابوس دا ولا من الحزن، أنا حاسة بالظلم لا عشت شبابى زى البنات اللى فى سنى، ولما اتجوزت ما فرحتش بجوازى ودلوقتى خلاص اتطلقت حتى لو اتجوزت تانى هضطر أتنازل".