توفى الفنان القدير "حسن مصطفى" بعد أن ترك لجمهوره ومحبيه ميراثاً من الأفلام والمسرحيات والأعمال الفنية التى شارك من خلالها برسم البسمة على وجوههم وإدخال السعادة إلى قلوبهم، وعلى الرغم من أدوار الكوميديا التى لعبها طوال حياته الفنية، إلا أن حياته الشخصية والعاطفية قدمت نموذجاً محترم للحياة الزوجية الناجحة التى جمعت بينه وبين حب عمره الفنانة ميمى جمال.
وفى ذكرى رحيله الأولى بعد أن توفى فى يوم 19 مايو من العام الماضى عن عمر يناهز 81 عاماً، هناك 5 قواعد للزواج الناجح يجب أن نتعلمها الحب على طريقة " حسن وميمى".
- فشل الحب بداية لعلاقة أنجح
يعتقد البعض أن فشل العلاقات العاطفية هو نهاية لحياتهم الشخصية، بينما أثبتت تجربة الفنان حسن مصطفى وزوجته الفنانة ميمى جمال، أن هذه القاعدة ليس لها أى علاقة بالواقع، فعلى الرغم من مرور كلاهما بتجارب سابقة فاشلة إلا أن الأقدار جمعت بينهما ليبدءوا حياة جديدة ناجحة.
فكان الفنان القدير " حسن مصطفى" متزوج من قبل زواجه بـ"ميمى جمال" لكنه لم يوفق معها بسبب عصبيتها وعدم تفاهمها له وتقديرها لظروف عمله، فى حين أن " ميمى جمال" نفسها كانت تربطها علاقة عاطفية بضابط عسكرى ، وكان حبها الأول وفقاً لتصريحاتها، لكنه رفض عملها بالفن مردداً" مش هقبل يجيلى عسكرى يقولى شوفنا المدام فى فيلم"، وهنا اختارت فنها وفضلته على حبها، لكنها فى النهاية وجدت من يتفاهم معها وتتفاهم معه وتكون علاقة زوجية ناجحة استمرت لسنوات طويلة.
إزاى تختار حبيبك.. الحلو حلو الطبع
ألتقت الفنانة " ميمى جمال" بالقدير " حسن مصطفى خلال عملهما بمسرحية "مطرب العواطف" فى ستينيات القرن الماضى، ومن هنا نشأت علاقة صداقة قوية جداً، فكانت تحكى له مشاكلها التى تسبب فى وقوعها بها، وكان " مصطفى" دائم النصح لها ، لذلك صرحت " ميمى" فى أكثر من لقاء حوارى لها انها أحبته بأذنها قبل قلبها، وطيبته أثرتها وجعلتها تذوب فى حبه سريعاً، نفس الأمر بالنسبة له فجمالها لم يكون السباب الأساسى وراء اختيارها له، إنما اقترابه منها وحبها لعملها وذكائها فى التعامل معه هى الأشياء التى جعلت من قصة زواجهما الأنجح فى الوسط الفنى.
وراء كل شخص ناجح شريك حياة أنجح
لم تدب الغيرة فى قلب " حسن مصطفى " على الإطلاق، فعلى الرغم من سيطرت " ميمى جمال" على شاشات التلفزيون من خلال مشاركتها بأكثر من عمل فنى فى موسم واحد، فى الوقت نفسه الذى ابتعد فيه " حسن" عن المشاركة بشكل كبير، لكن مثلما بدأ حياته معها يحفزها ويحمسها على استكمال مسيرتها الفنية بنجاحكان هو العامل الرئيسى وراء سطوعها فى فترة التسعينا وحتى وفاته.
فكما صرحت " ميمى" فى أكثر من لقاء لها، كان أحيانا ما يتحمل مسئولية المنزل فى حال غيابها أو انشغالها بأيام التصويرن ولا يتكبر أبداً على متابعة مسلسلاتها الرمضانية والإشادة والفخر بها ححتى وإن لم يشارك هو أو يكون له عمل فنى على الساحة، فاعتبر نجاحها هو انعكاس غير مباشر لنجاحه الشخصى.
التفاهم وتقبل الصفات
التفاهم وتقبل الصفات السيئة قبل الجيدة هى أهم علامات الزواج الناجح، وهذا ما حدث بالفعل فى علاقة ميمى وحسن، فسار كلاً من الطرفين على اتفاقات ومبادئ استقروا عليها طول حياتهما، فمن البداية اتفقا على عدم الغنجاب لمدة 3 سنوات لأنها كانت بداية حياتهما الفنية حتى لا ينشغلوا عن هدفهم فى حفر اسمائهما وسط أهم نجوم ونجمات زمنهما، وبالفعل لم يخل أحد بالاتفاق.
كما حاولا استيعاب بعضهما البعض، فكان " حسن" عصبى لأبعد الحدود وسريع الانفعال وكانت ميمى تتسم بنفس الصفة، لكنها عادةً ما كانت تحاول التخلص من عصبيتها حتى تستوعبه، وعلى هذا المنوال حاولا التخلص من مشاكلهما بسلاح واحد وهو التفاهم.
الوفاء والإخلاص حتى النهاية
الوفاء والإخلاص توجا الحياة العاطفية لكل من " ميمى جمال وحسن مصطفى" فمنذ زواجهما فى يوم 26 يونيو 1966، وحتى وفاته العام الماض، أى 49 عام من الحياة الزوجية لم نستمع على أخبار تفيد بمشاكل فيما بينهما، ولم يتبع " حسن" فكر الخيانة الذكورى ولم تغريه أجواء الفن والشهرة، إنما عاشا مخلصين لبعضهما وحريصين على مصالح بعضهما البعض.
وحتى بعد وفاته صرحت الفنانة " ميمى جمال" فى أحد لقاءاتها الحوارية بأنها حتى الأن تدخل كل يوم إلى حجرته قبل النوم قائلة " تصبح على خير يا حسن".