من الفن للسياسة للرياضة.. صور ترصد تطور الفانوس المصرى فى 10 سنين

لم يقتصر دور "الفانوس" فى مصر على كونه مجرد رمز لحلول الشهر الكريم أو سمة من سمات الاحتفال به، إنما استخدمه المصريون للتعبير عن كل مرحلة يعيشونها ويبرزون من خلال أشكاله وموديلاته المختلفة انتماءاتهم الفنية والسياسية لتزيين ليالى رمضان من كل عام باهتماماتهم وأولوياتهم.

فعلى الرغم من أن الفانوس التقليدى " أبو شمعة" الذى توارثناه من الفاطميين والذى تربع على عرش فوانيس رمضان عشرات السنوات، إلا أن الظروف والتغيرات التى مرت على تاريخ مصر لم تترك شىء فى حياتنا إلا وتركت بصمتها عليه، فبدأ صناع الفوانيس المحليين وغيرهم من الأجانب وخاصة دولة الصين المنتجة الأولى لأشكال الفوانيس غير التقليدية، فى الاهتمام بالحياة السياسية التى يحياها المصريون، كما حاولوا تجسيد الشخصيات الكرتونية وأبطال الأعمال التلفزيونية من خلال جسم الفانوس فى محاولة لمغازلة السوق المصرى.

وبالفعل تطور شكل الفانوس فى الـ 10 سنوات الماضية من " أبو شمعة" للفانوس الخشبى الذى حاول من خلاله الصناع المصريين السيطرة على السوق، ثم جاء الفانوس الخيامية والمصنع من القماش المزخرف والذى مازالت الصناعة اليدوية المصرية تحتكر السوق من خلاله، ثم بدأت الصين تتدخل من خلال فوانيس الشخصيات الكرتونية التى أفقدت الفانوس التقليدى هويته، وكان "سبونج بوب" هو الشخصية الأشهر، ثم جاءت موضة الفوانيس المحاكية للشخصيات الدرامية مثل "جونى، الكبير أوى" من مسلسل " الكبير أوى" بطولة الفنان "أحمد مكى"، استغلالاً للنجاح الكبير الذى حققه هذا المسلسل.

ثم جاءت التخبطات السياسية لتفرض نفسها على شكل الفانوس المصرى، فبعد اعتلاء "الإخوان" كرسى الحكم بدأت بعض الحركات الساخرة فى المشاركة بفانوس على هيئة رجل يربى لحيته، وبعد تدخل الجيش المصرى ليخلصنا من هذا الحكم العشوائى، اكتسحت فوانيس الجيش المصرى السوق بقوة، ثم جاء "فانوس السيسى" ليقلب الموازين ويحقق أعلى مبيعات شهدها السوق المصرى وذلك فى بداية فترة حكم الرئيس " عبد الفتاح السيسى".

لكن لم يستمر الأمر هكذا كثيراً إنما جاءت الكرة لتسيطر على المشهد، واكتسح هذا العام 2016 فانوس " رمضان صبحى" الصناعة مصرية 100% حيث جسد حركته الشهيرة "الوقوف على "الكرة"، ويعد أيضاً الفانوس اليدوى المصنع من الخرز هو أحدث أشكال الفوانيس والذى يعبر عن بداية جديدة لعودة الصناعات المصرية للسوق ومحاولة الدولة لتشجيعها.