من بين الصفحات المهتمة بالرياضة والسياسة وما إلى ذلك على مواقع التواصل الاجتماعى، ظهرت فى الأفق صحفة "التاريخ الإسلامى" التى فرضت نفسها فى الفترة الأخيرة على موقع "فيس بوك"، والتى تخصصت فى إعادة نشر التاريخ الإسلامى حتى لا يتناساه البعض، وللتذكير بأمجاد وأخلاق المسلمين فى العصور السابقة.
الصفحة بها أكثر من مائتان ألف متابع فى وقت قياسى وبدون تمويلات ودعاية للانتشار، ما يجعلها صاحبة مصداقية، ولديها متابعين يقومون بالتفاعل على كل المنشورات التى يتم نشرها، ومن عوامل نجاح الصفحة هو تلخيص قيمة المحتوى مع إيضاح النقاط الهامة به لعدم الإطالة وتحرى الدقة فى المعلومة وتوثيقها بأكثر من لينك للتأكد.
تجولت "انفراد" بالصفحة لرصد أكثر المنشورات تفاعلاً من جانب القراء، وهم قصة "السلطان عبد الحميد الثانى" فى موقفه ضد المسرحية الفرنسية المسيئة للرسول "ص"، وجاءت بالنص كالآتى "فى عهد السلطان عبد الحميد الثانى كان هناك مؤلف فرنسى يستعد لعرض مسرحية مسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم )، وذلك فى جميع مسارح فرنسا وأوروبا فقام السلطان بتجهيز الجيش وتعبئته، كما أمر حاشيته أن تلبس لباس الحرب وارتدى السلطان الزى العسكرى وأمر بإحضار القنصل الفرنسى فوراً، وكان القنصل يعتقد أن السلطان يريد تسليمه (رسالة استنكار ) للحكومة الفرنسية، وأن موضوع المسرحية سيتم مناقشته ولكن ستعرض فى النهاية، وعند دخول القنصل قصر السلطان تفاجأ بارتدائهم الزى العسكرى وصعق عندما رأى السلطان نفسه مرتدياً ذلك، فقال للسلطان : وصلت رسالتك سيدى، وعلى الفور أرسل القنصل للحكومة الفرنسية برسالة مفادها ( هذه الدولة مستعدة لدخول الحرب من أجل مسرحية .. اوقفوها فورا ..! ) وبالفعل تم ايقافها".
وفى المنشور الثانى قصة "خالد بن الوليد" فى خطة الانسحاب المتقنة من غزوة مؤتة، وهى "خالد بن الوليد لازال هو أشهر القادة العسكريين على مستوى العالم فيما يخص الخطط العسكرية بشكل عام وخطط الانسحاب المتقنة بشكل خاص، حيث قاد أول حرب خارجية يخوضها المسلمون وهى غزوة "مؤتة"، بعد استشهاد قادة الجيش الثلاثة بالتوالى، زيد بن حارثة، وجعفر بن أبى طالب، وعبدالله بن رواحة، غزوة "مؤتة" التى صمد فيها ثلاثة آلاف مقاتل مسلم أمام مائتى ألف من الروم ستة أيام كاملة، وفى انفراد قام قائد الجيش خالد بن الوليد بانسحاب تكتيكى ناجح وبأقل الخسائر".
وأظهر "بن الوليد" سيف الله المسلول كما اطلق عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مهارة نادرة فى إنقاذ جيش المسلمين، من خلال مَكيدة حربية، فقد أدار المعركة نهاراً بشكل طبيعى، وفى الليل أمر مجموعة من المسلمين بأن يخرجوا إلى خلف الجبال ليعودوا فجراً مثيرين للغبار رافعين أصواتهم بالتكبير والتهليل، فيظن الروم بأن مددا قد أتى للمسلمين، وقام بحيلة عسكرية فريدة من نوعها، مازالت تدرس فى الأكاديميات العسكرية العالمية إلى الآن، إذ غير الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة والمقدمة مؤخرة والمؤخرة مقدمة، لتختلف الوجوه على الروم، ويعتقدوا على غير الحقيقة أن مدداً عسكرياً قد أتى لجيش المسلمين، ثم فاجأهم خالد بالهجوم على قلب جيشهم وكاد يصل إلى قائدهم، وهنا رأى الروم أن جيش المسلمين ينتصر بالمدد الذى وصل إليهم، ثم فوجؤا بخالد بن الوليد ينسحب، فظنوا أنها خدعة منه، فلم يتبعوا جيش المسلمين والتزموا مواقعهم، فيما انسحب خالد انسحاباً تكتيكياً منظماً، وعاد بجيشه سالماً إلى المدينة المنورة مخلفاً 13 شهيداً فقط فى جيشه وأكثر من ثلاثة آلاف قتيل فى جيش الروم".
وفى المنشور الثالث هى القصة الأكثر إثارة وهى أحد مواقف "معركة اليرموك" التى ظهرت فيها شجاعة عكرمة والـ 400 صحابى الذين خاضا المعركة ضد جيش الروم لوحدهما وكادا يصلا لقلب الجيش، وجاءت كما نشرتها الصفحة كالآتى "القصة كانت فى معركة اليرموك..حيث كانت المواجهة بين المسلمين والروم البيزنطيين فيما اعتبره بعض المؤرخين من أهم المعارك فى تاريخ العالم، لأنها جسدت أول انتصارات المسلمين فى خارج الجزيرة العربية، ما هيأ لهم إنشاء امبراطوريتهم العظيمة، الجدير بالذكر هنا أن المعركة استمرت ستة أيام كاملة وكان تعداد الجيشين 36 ألفاً من المسلمين فى مقابل 250 ألفاً من الروم، طبعاً بنذكر الفرق الكبير بين تعداد وتجهيز الجيشين، وكيف كانت المعركة صعبة وشديدة على جيش المسلمين؟"
"فى اليوم الرابع للمعركة حقق الجيش البيزنطى اختراقاً حاسماً فى صفوف جيش المسلمين، حيث تعرض الكثير من جند المسلمين إلى رمى عنيف بالنبال أدى إلى فقدان الكثير لبصرهم نتيجة إصاباتهم فى عيونهم، وسمى ذلك اليوم بيوم خسارة العيون، وتراجع الجيش المسلم تراجعاً كبيراً، ولاحت الهزيمة فى الأفق وهنا تبدأ قصتنا، عندما أحس عكرمة بقرب الهزيمة نزل من على جواده وكسر غمد سيفه وأوغل فى صفوف الروم فبادر إليه خالد بن الوليد قائد الجيش المسلم، وقال "لا تفعل يا عكرمة فإن قتلك سيكون شديداً على المسلمين"، فقال عكرمة "إليك عنى يا خالد فلقد كان لك مع رسول الله سابقة أما أنا وأبى فقد كنا من أشد الناس على رسول الله فدعنى أكفر عما سلف منى"، ثم قال "لقد قاتلت رسول الله فى مواطن كثيرة وأفر من الروم اليوم إن هذا لن يكون أبداً"،ثم نادى فى المقاتلين من يبايع على الموت".
"فلبى نداءه 400 من الرجال فدخل عكرمة بفرقته إلى داخل صفوف الروم وقاتلو قتالاً عنيفاً فى الوقت الذى كان بدأ يفر فيه الكثير من جند المسلمين من هول الموقف، ونجح بفرقته فى صد زحف الروم وقتل الآلاف من جنود الرومان وقلب الهزيمة الموشكة إلى نصر.. لكنه وفرقته استشهدوا جميعاً فى هذه العملية".
وأخيراً المنشور الرابع وبطل هذه القصة هو "القعقاع بن عمرو التميمى"، وهى كالآتى "بعد أن فرغ جيش خالد من قتال المرتدين وأصبحت الجزيرة العربية مسلمة كلها تقريباً، توجه إلى بلاد الفرس وطلب المدد من أبو بكر الصديق، فأرسل له رجل واحد فقط، فذهب إلى جيش المسلمين وكان متلثم وسلم عليهم، وقيل أن خليفة رسول الله أرسله، فأخذوا ينظرون خلفه لعلهم يرون باقى المدد، فقال لهم :أنا مددكم ،فصدموا من هذا القول يحاربون أعظم إمبراطورية، وجيوشها الجرارة، بجيش صغير، وحينما يطلبون المدد يأتى لهم رجل واحد، فنظروا إلى أميرهم خالد بن الوليد، فقال لهم: إيها المسلمون أعدوا أنفسكم لقتال الفرس فقد جاءنا المدد، لقد كان ذلك الرجل هو "القعقاع بن عمرو التميمى"، الذى قال عنه أبو بكر "لصوت القعقاع فى الجيش خير من ألف رجل"، وقال أيضا "لا يهزم جيش فيه القعقاع".