فى الوقت الذى يتركز فيه اهتمام الأمريكيين والعالم على سباق الانتخابات والمعركة الحامية بين الديمقراطيين والجمهوريين والجدل المتواصل للمرشح دونالد ترامب، يأتى حادث قتل غوريلا فى حديقة حيوان سينسناتى ليطغى على اهتمامات الأمريكيين ويتصدر عناوين أخبار الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية متفوقا حتى على أخبار عن مآسى أخرى فى العالم، منها غرق 700 مهاجر فى البحر المتوسط.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن القصة بدأت عندما أراد صبى صغير لم يتجاوز عمره الرابعة أن يرى عن قرب الغوريلا فى حديقة حيوان سينسناتى. وبعدما وجد صعوبة فى أن يشاهد الغوريلا عن كثب، تسلل إلى الخندق المحيط بالسياج الذى يعزلها.
فما كان من الغوريلا الذكر الذى يبلغ عمره 17 عاما، ووزنه 400 رطل، ويدعى "هارمب" إلا أن قام بسحب الطفل وجره عبر الخندق. ولإنقاذ حياة الطفل، قام أحد العاملين بحديقة الحيوان بإطلاق النار على الغوريلا وقتله.
وقال ديريك سبيلمان، المتخصص فى الحياة البرية بجامعة سيدنى، إنه كان من الممكن أن تقتل الغوريلا الصبى لو أرادت.
وأضاف أنه لو كان هذا الموقف حدث فى استراليا لحاول مسئولو حديقة الحيوان أن يبدأوا بتهدئة الغوريلا بالعقارات أولا، ولن يلجأوا إلى القتل إلا لو تبين أن المهدئات غير فعالة.
لكن الحادث أثار حالة من الغضب دفعت البعض إلى المطالبة بتحقيق العدالة على مواقع التواصل الاجتماعى. وتركز أغلب الغضب على السوشيال ميديا فى أمريكا على والدة الطفل لسماحها بابتعاد الطفل عنها. وألقى نشطاء حقوق الحيوان باللوم على والدة الطفل لعدم مراقبته عن كثب بما يكفى، وحملوا مسئولو الحديقة اللوم أيضا لعدم قيامهم بتخدير الغوريلا التى تنتمى إلى فصيلة نادرة بدلا من قتلها مباشرة.
وأعرب عدد من المشاهير عن رأيهم فى هذا الحادث على مواقع التوصل الاجتماعى، مثل بيرس مورجان ودل هيولى الذى قال على تيوتر إن الأب أو الأم الذى يترك طفله فى السيارة يذهب إلى السجن، كذلك ينبغى أن يحدث مع من يترك ابنه يسقط قرب الغوريلا..كما أن الحادث جدد نقاش آخر حول كيفية التعامل مع الحيوانات الحبيسة، إلى جانب فكرة حبسها من الأساس.
من جانبهم، دافع مسئولى حديقة سينسناتى عن موقفهم، وقال مدير الحديقة ثان ماينارد إن رد الفعل السريع للفريق الأمنى أنقذ حياة الطفل.. وأضاف أننا جميعا نشعر بالأسى لهذا الحادث المأسوى الذى أدى إلى مقتل الغوريلا.