من هديل الحضيف إلى طل الملوحى.. أيقونات نسائية تركت بصمة فى عالم التدوين

فى مجتمع لا يزال منشغلاً بالجدل "هل تملك النساء القدرة على الإبداع أم لا؟" لم يشغلن أنفسهن بالانخراط فى هذا الجدل وتركن إبداعاتهن تحكى عنهن. لم يصنفن أنفسهن كأديبات أو مبدعات ولم يضعن ألقاب كبيرة أمام أسمائهن وإنما حفرن مكانتهن فى القلوب والأذهان بنعومة تامة.

مساحة حرة منحهن إياها عالم التدوين كان بوابتهن إلى إحداث تغيير كبير فى المجتمع وأصبح من الصعب أن ننسى أسمائهن حتى بعد أن خبا بريق عالم التدوين. بعضهن رحلن، وبعضهن أخفتهن قضبان السجن فيما لا تزال أخريات منهمكات فى تغيير العالم.. "هديل الحضيف".. قاصة وإحدى رائدات التدوين فى السعودية رحلة قصيرة مدتها 25 عامًا قضتها "هديل الحضيف" فى الدنيا، إلا إنها لم تنتهى برحيلها فى ربيع العمر عام 2008 وإنما ظل أثرها باقيًا ليس فقط على العالم الافتراضى على الإنترنت وإنما فى قلوب كل من عرفوها، ومن لم يعرفوها ولكنهم مروا بمدونتها.

نشاط لافت للنظر قامت به المدونة الشابة المولودة عام 1983 والحاصلة على البكالريوس فى رياض الأطفال من كلية التربية بجامعة الملك سعود.

لم يقتصر نشاطها فقط على عالم التدوين الذى كانت إحدى أبرز رائداته فى السعودية، ولا على عالم القصة ولا المسرح وإنما لعبت دورًا بارزًا أيضًا فى حملة المطالبة بالإفراج عن المدون "فؤاد الفرحان" والذى غادرت الحياة قبل الإفراج عنه بعدة أيام.

صدر باسم هديل كتابين أحدهما خلال سنوات عمرها القصيرة، وهو مجموعة قصصية أصدرتها عام 2005 بعنوان "ظلالهم لا تتبعهم" والثانى أصدره والدها عام 2009 بعنوان "غرفة خلفية" بعد أن جمع مادته من مدونتها الشخصية التى تحمل الاسم نفسه.

وفاتها وصدمة مجتمع الإنترنت برحيلها كانت وفاة "هديل الحضيف" صدمة قاسية لمن عرفوها وحتى لمن لم يعرفوها وسمعوا فقط بصدى خبر وفاتها المفجع، فقد أصيبت بغيبوبة مفاجئة استمرت 25 يومًا انتهت بسكتة دماغية أدت لوفاتها فى 16 مايو 2008.

وبسبب الرحيل المفاجئ وملابسات الأزمة الصحية والمشكلة التى واجهتها بعدم توفير سرير لها أثار رحيلها اهتمامًا بالغًا فى السعودية خاصة فى مجتمع المدونين والكتاب والصحفيين.

جائزة عالمية باسمها لإبراز المواهب الإبداعية فى الإعلام الجديد لم يستمر اسم "هديل" فقط من خلال كتاباتها وإنما تم الإعلان فى يوليو 2008 عن جائزة عالمية باسمها للإعلام الجديد بهدف تشجيع المواهب الإبداعية العربية فى مجال الإعلام الجديد.

"ريما نواوى".. المدونة التى حاربت السرطان بالبهجة فى عالم 2011 وبعد 3 أعوام فقط من رحيل "هديل الحضيف" فجع مجتمع الإنترنت السعودى مرة أخرى برحيل واحدة من أبرز أيقوناته النسائية، المدونة "ريما نواوى" صاحبة المعركة الطويلة والملهمة جدًا مع السرطان.

طوال 10 سنوات هى عمر معركتها مع السرطان قررت "ريما" أن تحاربه بالبهجة، بالألوان ورسوم شخصيات الأنمى تارة وبالعبارات القوية الملهمة تارة أخرى. وأصبحت خلال سنوات واحدة من أبرز الشخصيات السعودية على الإنترنت وفى عالم التدوين، واشتهرت باسم شخصيتها المفضلة "ريكس".

وتركت "ريما" أو "ريكس" كما تحب أن تسمى نفسها أثرًا بالغًا فى نفوس متابعيها الذين عاشوا معها كل تفاصيل رحلاتها المختلفة للعلاج والتى كانت آخرها فى الصين.

كما ساهمت تدويناتها القصيرة وتغريداتها المتفائلة والراضية رغم قسوة المرض فى دعم الكثير من مرضى السرطان، وكذلك أصحاب الأمراض المستعصية الأخرى، ورغم رحيلها لا تزال قصتها الملهمة خالدة على صفحات الإنترنت ومن خلال الكتاب الإلكترونى الذى جمع مقولاتها الإيجابية.

محاسن صابر.. عايزة أتطلق! تجربة اجتماعية مختلفة تركت أثرًا من خلال عالم التدوين فى مصر وهى مدونة "عايزة أتطلق" التى أطلقتها "محاسن صابر" الشابة الثلاثينية التى بدأتها من منطلق تجربة شخصية وتطورت إلى مدونة ثم إذاعة لدعم حقوق المطلقات ومناقشة ما تعانيه كل منهن مع المجتمع.

لم تكتفِ "محاسن" بالمدونة وما تقدمه من خلالها من محتوى، وطورتها خلال سنوات قليلة إلى أول محطة إذاعية إلكترونية للمطلقات تحمل اسم "مطلقات راديو".

وقالت "محاسن" آنذاك إن هدفها هو الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وبدأت الإذاعة بـ 4 برامج رئيسية.

طل الملوحى.. مدونة سورية وأيقونة للثورة فى عامها الثامن عشركانت "طل دوسر خالد الملوحى" مجرد مدونة وطالبة بالمدرسة الثانوية، استغلت الإنترنت كأى شخص آخر للتعبير عن آراءه أيًا كانت، وكانت طل ومدونتها وآرائها معروفة بشكل محدود فى مجتمع الإنترنت السورى.

بعد 27 ديسمبر 2009 تغيرت حياة "طل" تمامًا وأصبحت أيضًا معروفة فى جميع أنحاء العالم بعد أن اعتقلها الأمن السورى بسبب "نشرها بعض المواد ذات الخلفية السياسية على مدونتها"، ومن وقتها وحتى اللحظة هذه لا أحد يعرف مصير "طل" التى سرعان ما تحولت إلى أيقونة للثورة على القمع وسياسة تكميم الأفواه فى سوريا.

وحسب تقارير إعلامية فإن أسرة طل عرفت فى إبريل 2010 أن ابنتها تعرضت للتعذيب منذ اعتقالها حتى فبراير 2010، وأن التعذيب لم يتوقف إلا بعد أن تدهورت حالتها الصحية فنقلت إلى مقر المخابرات ولم تعلم الأسرة بذلك إلا فى الشهر التالى لنقلها.

ورغم مناشدة والدة طل الرئيس السورى بشار الأسد بالإفراج عن ابنتها وتذكيره بأن جدها كان يشغل منصب وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب فى عهد والده الراحل، إلا أن الوعود من شخصيات رفيعة فى الدولة بالإفراج عن ابنتها لم تتحقق.

احتجاجات فى مصر على اعتقال طل..

الاهتمام بقضية "طل" لم يقتصر على سوريا فحسب وإنما امتد فى مختلف أنحاء العالم، وحدث أن نظم عدد من النشطاء المصريين وقفات احتجاجية أمام السفارة السورية مرة وأمام نقابة الصحفيين مرة أخرى للمطالبة بالإفراج عن طل.

وتكررت الاحتجاجات أمام السفارات السورية فى باكستان وباريس، فيما نددت المنظمات الحقوقية باعتقالها وطالبت بسرعة الإفراج عنها.

فى المقابل، اتهمت الرواية الرسمية للقضية المدونة الشابة بالتخابر مع جهات خارجية، وأنها حوكمت بالسجن 5 سنوات ورغم أن هذه المدة انقضت إلا إنها لا تزال حتى الآن رهن الاعتقال.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;