"معلش.. هو أول رمضان فى الغربة بيبقى صعب.. وبعد كده هتتعود" هكذا يحاول من سبقوك إلى تجربة الغربة طمأنتك أو التخفيف عنك، ولكن ما تدركه أنت بعد تعاقب السنوات عليك أن هذا ليس حقيقيا، وأنهم أنفسهم ربما لا يصدقون ما يقولونه لك.
هذا ما توصل إليه "ممدوح أحمد" الشاب العشرينى المغترب فى قطر، وتحدث لـ"انفراد" قائلا "أنا قضيت مليون رمضان فى الغربة بعيد عن بيتى، فى السعودية مرة وفى الإمارات وفى الجيش يعنى متعود.. لكن لسة بزعل وأنا حاسس إن رمضان كل مرة مالهوش طعم".
وأوضح "المشكلة إن فى رمضان كل واحد بيكون له طقوسه اللى بتضطره الغربة يتخلى عنها، فلما يسمع مثلاً مسلسل قديم ويفكره برمضان فى البيت يزعل.. لما يكون نفسه فى أكلة معينة وما يقدرش ياكلها رغم إن معاه فلوسها، أو يلاقيها لكن بنكهة تانية أو بطعم سيئ يزعل جدًا".
وعن الطعام تحديدًا قال "المشكلة إن الأكل فى رمضان ما بيكونش مجرد أكل، لكن بيتحول لطقس وبنتحرم منه خاصة إننا فى مصر من أيام الفاطميين رابطين كل مناسباتنا بالمأكولات، فافتقاد الأكل مش للأكل فى حد ذاته وإنما للطقس المرتبط بيه".
وأضاف "فى مصر الأسر بتتجمع على الفطار لكن فى الغربة إما بتطلب دليفرى أو تروح تحجز مكان فى مائدة رحمن أو تحجز فى مطعم قبل الزحمة، ولو فى مائدة رحمن أغلب الموائد القعدة فيها على الأرض والأكل حسب ميزانية اللى عاملين المائدة وغالبًا بيكون أرز وفراخ وبتاكل وسط الهنود المتعودين يأكلوا بإيديهم فبتحس إنك بترمى أى حاجة فى بطنك عشان تسد نفسك عن الجوع وبس لمجرد إنك تروح من الشغل ما تقفش تطبخ".
ويرى "ممدوح" أن الشعور بأزمة رمضان فى الغربة تضاعفه العزوبية، موضحا "ساعات الشغل فى رمضان بتقل ساعتين ورغم كده ما بنلاقيش حاجة نعملها، الحر بيقتل فكرة التمشية، واختلاف التوقيت بيننا وبين مصر بيخلى ماحدش فايق لك قبل الفطار ولا بعده، التراويح فى فرق ساعتين أو ساعة، فى مصر الناس بتخرج بالليل وهنا بننام عشان عندنا شغل وبالنهار ملبوخين عشان نطبخ وننام ونقوم على الفطار، فى رمضان بالذات العزاب فعلاً بيحسوا إنهم لازم يتجوزوا!