فتن ووقيعة وأحداث مدبرة وإشعال الصراعات كلها أمور وأحداث سوداوية نتيجة لمخططات داخلية وخارجية تحاول أن توقع بين قطبى الوطن المسيحيين والمسلمين، لكن يأتى الشهر الكريم ليفسد كل هذه التدابير ويؤكد على الوحدة الوطنية بين الهلال والصليب ويطبق كل الشعارات على أرض الواقع لتصبح ملموسة وحقيقية، وهو ما تؤكده مجموعة من القصص التى جمعها انفراد للمشاركة الرمضانية بين أهل الأرض الواحدة على اختلاف الأديان.
"مينا منير" الشاب العشرينى الذى يشارك شباب نواصى الخير فى كسر صيام المسلمين تحدث لـ "انفراد" عن التجربة قائلاً : اعتدت منذ صغرى اللعب مع أخوتى المسلمين ومشاركتهم كل أوقاتهم ومناسباتهم وأعيادهم، وكان رمضان هو أكبر فرصة لهذه المشاركة الحقيقية فكنا نقف مع أصدقائنا و جيراننا نوزع العصائر والبلح على عابرى السبيل.
أما "ديفيد رافلة" فكان له طريقة أخرى لمشاركة المسلمين أجواء شهر رمضان، حيث اشترك هو وزوجته فى مجموعة شبابية من أبناء الكنيسة تعاونوا مع أصدقائهم المسلمين لإقامة إفطار جماعى ،وقال: "منذ صغرى وأنا أجد والدى يشترك مع أبناء الحى لإقامة مائدة رحمن صغيرة فى شبرا تحديداً فى شارع الترعة، وكبرت على هذه العادة السنوية، لذلك بعد استقلالى وزواجى قررت ألا انقطع عن هذه العادة وشاركتنى زوجتى " مريم".
بينما سردت "دينا بيتر" قصتها مع شهر رمضان ومشاركتها لأصدقائها المسلمين بوجه جديد من وجوه المشاركة، فهى لم تكتف بالتبرع بالمال أو المجهود فى توزيع الشنط الرمضانية وحسب، إنما حاولت أن تشارك أصدقائها إحساس الصيام قائلة ": أحياناً ما أشارك بعض الجمعيات الشبابية فى تجميع الشنط الرمضانية، و عندما أتلقى دعوة الإفطار عند إحدى زميلاتى فى الجامعة، كنت أصمم على أن أخوض تجربة الصيام معهن من البداية وبالفعل امتنع عن الطعام والشراب حتى آذان المغرب، وأفطر معهن على مائدة الإفطار مع العائلة، وأحياناً كان ينقلب الحال وأدعوهم أنا على الإفطار فى بيتى وأصوم طوال اليوم حتى أمر معهم بكل إحساسهم من العطش للجوع وحتى الشبع.